أدب وفن

في ذكرى جبران / قصيدة “ذكرى نبي” للشاعر إيلي جبر

لذكرى نبي

ما جئت لانقض
بل جئتُ لاكمّل :
لا تَقُل كم عُمرُكَ قل كم نبوءتي
لا تقل كم علمي قل كما فلسفتي
ترقى لسلَّم الوجود
لا تقل أعرِف أنَّ أقلَّ ما نعرفه أُعطي لنا هباءً دون تعب
والكثير الذي نجهله
يعطى لنا بكبر عناء
لا تَعمَل سوءاً لنفسك فتنشره للآخرين لأن العود إلى البَدء
أولى بصاحِبه…
لا تلعن الشمس والكواكب
فإله الكون الذي براها سامعٌ طالِبٌ
ومجيبٌ بما تتمناه لغيرِك
أيها المرابي هباءً تطلب وجعالة والرب يَبليكَ بالجهالة
وكنز كنوز الأرض إلى زوال…
أيها السائر في جنح الليل
دون هوادة
لن تعينك أسفارك الضليلة
ولترَ وجه الشمس
ارمِ من أثمالك الذليلة
غبار الظلمة والأمس
أيها الحكيم الذي يدَّعي حكمةً
عُد إلى الطفولة في عين شريد
في عين يتيم وارتقب حلوله ورؤاه
لرب السماء وجهٌ
في محياه وسترُ
وسيرةٌ في ملقاه
ستقع لأرضكم سنواتٌ عجاف
وأخرى صحاح
وأخرى عِجاب
إن لم يكن لكم زاد تحملونه
إلى ظهوركم
ومصابيح ملأى بزيت بصيرتكم لتنير الظلامة المقبلة
فعبثاً تطلبون النجاة
فلتعلموا أنّ الحظَّ حصاة
ترمى إلى البعيد قد تصيب
وقد تلتف إلى الوراء
فتصيب منكم مقتلاً
الحظّ جنونٌ ترَوِّضُه الآفاق النيّرة
بخمر الخبرة الطيّبة والوافية
لسنوات طويلة رافقتكم
فما مللت إلى الصبر سبيلاً
ولا ضَنَنْتُ إلى النُصحِ زاداً
وأراني لا أرى نفسي فيكم
فما تزالون تلبسون الأمس
الذي فيكم والغد المقبل
أضغاث سراب…
إلى لقاءٍ آخر في قرن آخر…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى