قصيدة مهداة لروح السيد محمد الأمين
العلامة الشيخ حسين أحمد شحادة
ما على فلسطين
لو تقوّس ظهرها
كمثل قبّة الصخرة
فأسندت قلبها
يا ليت قلبي
حجر يقاوم
إن قلت هو
كيف انطوى
بجهرك وسرّك في آخر المعنى
لم يبق إلاك
تهزّ بقايا الورد بدهشة البرق في مداك
شهقة الروح لو تكررت
تجتلي الآن وجهك
ماذا سأفعل
أنا المحارب بالرصاصة الفارغة
أنا المحارب بأغنية
لا تصالح
لا تصالح
لو أنكرتنا الأرض
وصارت كل مئذنة سنبلة
تعدو خلف توابيت أحلامنا الملأى
بنواح الفقراء والأحلام
وقيل
نريد السلام مقابل الرغيف
فتحت السماء
بانشودة المطر
لو قمري غامق أريد الحبّ
كهذا العشاء الأخير
لترميم حزني بأزهار الحنين
إلى وجهك
وأريد ترسيم الحدود
بزيتونة جدّي المتعبة
وفوق كل هذا
أريد أن أكسر القيد الطائفي
وأهمس لخابية الفراغ
فتصغي إليّ
أقول
قمري شاحب كهذا الفنجان
سيرقد الليل العريق
في قاع الفنجان
ونبقى أضوأ من قلبين معاً
في الزحام
فزدني حيرة
فتقول ما من قمر حيران
وفِي غدنا
لنا الشجر البرقوق
فضاء لذكريات القلب
وقهوتنا المرّة
كلمّا شربنا نقيع الحزن
هبّت الريح من جفون القصيدة
كي تكفكف دمعتك
إنه الليل والباب الموصد
وكنّا نغيب معاً في الزحام
وكنّا نغيب طويلاً
في قيلولة المخيلة
ونحلم بشبه جزيرة تضيء البحر
أليس لهذا النجف بحر يضيء الظلام
كهلان لم نفترق
ترعرع فينا الغيم ويملؤنا الزهر
ما ضلّ صاحبي
لكنه لم يصل إلى عرجون النهاية
يا حادي النهر
هل أخطأ النهر أم أرخى قناطره
ونادي عليك يشير إليك
ماذا سأفعل بدون يديك
أبرمت عليّ عهدك
ظمئت
فخذ عني بنفسجة الحطام
واجمعني عليك
لا مقام لنا في المشهد العربي المهزلة
هو الزمن البغي
لفّ الحضيض عقال أمتنا
فلم يعرفوك
ولَم ينصفوك
ولَم
فتهامى فيك كبرياء الحبّ
وقام
نضّ بزهرتك الحمراء
فمضيت بوجهك النبوي
بلا حدود