أدب وفن

“محنة الشهداء” قصيدة الشاعرة هدى الطائي

               محنة الشهداء

هي محنة

هي محنة الناس الذين عرفتهم

منذ الازل

لم يعرفوا غير الكلام

ساروا

على جمر الضفاف

ومشوا

على حد المرؤة والشغاف

وتوعدوا

كل الطغاة

يا يسقطون

يا يسقطون

واسقطوهم بالهلاهيل والهتاف

فمازال صلاح الدين

على مشارف فلسطين

وعبد الله يهيئ قيامته

عند مطالع غرناطة

ومازال الجوع يتفصد

اوبئة لا يعلمها الله

والامة مازالت

 تؤذن حيا على الطغاة

وانا اوصيك بني

انا اوصيك ولدي

لا تحكي قصتنا للريح

لا تقرب وردا

يسقى من ماء آسن

يا صغيري

لا ترضى بالقدر المكتوب

ولتعلم ان جاري

لهب يغتال في باحة داري

كلما يدنو شتاء

اوقدوا الذكرى منافي

وقداس الموت ينشد للطغاة

وطن يبكي على كف نهاري

انا اعلم

ان ما مدته كفاي

وما جادت يدي

من بساتين غدي

لم تعد غير بذور لدماري

حين اعلم

ان شعري يمضغ الذل طريقا

اتعب

كلما اذكر من خان حقوقه

كلما انظر في الظلمة

من سد طريقه

انا اعلم

أي باغ أي ليل

مر يا ارضي عليك

انا اعلم

كيف كان الدرب في واديك جوعا

وسجونا ودموعا

لا تنسى انهياري

أي قلب يا صغيري

يحتمل

حرقة الامس , مراري

بعد ان ذابت شفاهي

بين غرس وبذار

يا براري

ان قلب الموت ينبض

جامحا ..ممشوقا

في ظل دياري

فهنا الف شهيد وشهيد

وهنا شاهد بائس

وهنا عين سجين واسير

كلهم ضاعوا في قيض البراري

فاخبروني

كيف امحو

زمن القهر من عين صغاري

*شاعرة و روائية عراقية

………………………

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى