الشاعرة بشارة الزين
لا أعرف مدى صدق انتمائي لهذا البلد
هل أحبه فعلًا؟ أم أخافه..
أنا أخاف بصدق..
أحبّ كلّ الناس
وأخاف من كلّ الناس
أخاف من الذين إذا وافقتهم في الرأي رفعوني
وإذا اختلفتُ بوجهة نظري عنهم كفّروني وأسقطوني!
أخاف من الانتقائيين!
أخاف ممن يحتكر صوابية الرأي.. ويدّعي المعرفة والفهم ويُشفق بفوقية على من حوله
أحبّ كل الناس ولكنني أخافهم جدًا..
أخاف إن قلتُ ما في نفسي أن أصبح مرتدّة! أو كافرة أو من المغضوب عليهم!
أخاف إن صرختُ بوجع أن يقولوا هذه تُغنّي وغناؤها حرام وحكمها الشرعي الإعدام!!
أخافُ إذا ما بكيت أن يُقال مُدّعية! وتُرجمُ حتى تقضي حتفها من دون عيون!
أخافُ إذا ما ابتسمتُ أن اتّهمَ بالشرك! وأن يقتلعوا أسناني بأنيابهم المسننة!
أخاف من المديح لأنه بات مريبًا في هذا الزمن
وأخاف من الذم لأنه أصبح بلا رحمة
وأخاف من الحياد لأنه يُخفي الكثير من التلوّن والنفاق
أخاف منّي.. ومن ضحيج الشتات في ذاتي بين مفهومَي الحب والخوف!
وأخاف أكثر أن أموت خائفة
لأنّ موتَ الخائف رخيص جدًا يا أصدقائي