رسائل الى أمي… الرسالة الخامسة عشرة: إشارات
رندلى جبّور
رسائل الى أمي… الرسالة الخامسة عشرة: إشارات!
أمي يا مرافقتي الجميلة… كنت أحتاج الى إشارات منك فاستجبتِ كما العادة.
لقاء الصدفة اليوم بالأب يوسف عون الذي قدّم لك قداديس كثيرة من دون معرفة عميقة بيننا، لم يكن إلا تدبيراً ربّانياً وإشارة منك…
حديث الروح معه بلسم روحي المشتاقة إليك حتى عمق الاعماق… وجرعة الايمان الاضافية التي صبّها في قلبي أتت في الوقت المناسب…
ما أجملك على الموعد دائماً، تحضرين كلما ناديتك…
وبعد اللقاء والغداء الصدفة أيضاً عند الصديق إيلي حداد مع رجل دين يعرف كيف يغذينا من مائدة إنجيلنا وبالامثلة التي هي “حفر وتنزيل” في مكانها وزمانها وروحانيتها، كنتُ في طريق العودة حين نظرتُ الى السماء ورأيتها ملبّدة بالغيوم الرمادية… قلت في قلبي: أمي، لا أريد ان أختم يومي بالرماد وقد كان نوراً، فهل ترسلين لي إشارة أخرى؟
وانفتح في قلب الغيم، قلبك المِن نور وقال بكل حب: ها أنذا! (الصورة مرفقة)
قلبك الممتلئ حباً، الآتي حتى من قلب الغيم والرماد، قال الكثير…
أمي، جميلتي التي تحتضنني من فوق، يجتاحني الشوق ولكنني أعرف انك لا تغيبي عني لحظة.
أشكرك على حضورك الطاغي في غياب…
أشكرك على قلبك المرتسم نوراً في السواد…
أشكرك على على حبك الطاهر الذي لا يخفت ضوؤه…
أشكرك على ما قدمتيه وعلى ما تقدمينه…
فالنِعم، نعَم، يمكن أن نراها في المسافة الفاصلة بين الارض والسماء، مهما كانت بعيدة!
كاتبة و إعلامية