لا شيء
لا أحد !بقلم الشاعرة أماني غيث
لا شيء
لا أحد !
ما عدتُ أهتمّ
أنا النّاجية
من ألف معركة ومعركة
وأخيرًا تعلّمت
تعلّمتُ أكثر من الّلازم
أكثر ممّا ينبغي
صارت لديّ شهاداتٌ كثيرة
بالرّسوب في الموت والانتهاء.
لقد تغيّرت المشاهد
ها أنا الآن
أنظر إلى عنقي
وهو يلعب بالمشانق
يضيّقها ويوسّعها
على كيفه
صارت الحبال لعبته المفضلة
أراه يقف منتصرًا وسطها
كأنّها قلادات تداخلت بعضها ببعض
ها أنا الآن
أرى صدري يجمّع السكاكين
على أنواعها
مثل هاوي ” كولليكسيون”
مثل سيّدة برجوازية يسيل لعابها أمام تحفة جديدة
مثل طفل يبكي ألف مرّة للحصول على اللعبة ذاتها.
صدري أيّها المدلّل الصّعب
أسمعك تتذمّر حين تُرمى إليكَ الخناجر غير مسنونة جيّدًا
تطالب بها لامعة ذابحة قاتلة
لا تعيد كلمتها مرّتين
ها أنا الآن
أتفاجأ بخصري يرفض الرقص
ما لم يلتفّ بحزامٍ من رصاص
مثل صيّاد
مثل جنديٍّ قديم
ويرفض أن يميل
إلا على وقع الطلقات
خصري! صارت النّار أغنيته المفضّلة
صار الموت موسيقاه .
ولأنّ قدر الناجية الأخيرة أن تحكي الحكاية
أن تفسّدَ للتاريخ
وتشي له بكلّ الليالي التي
انتصرت فيها قصّة ابنة الوزير
على سيف الملك،
ننجو،
فقط كي لا تموت قصتنا
كي نمنح لحكايتنا
فرصتها في الحياة.