أدب وفن

بعدَ مُنتصفُ اللّيلِ/ محمد حسين كاتب وقاص فلسطيني- سورية

بعدَ مُنتصفُ اللّيلِ

مَخالبٌ بَعدَ مُنتصفِ اللَّيلِ
تَنهشُ ما تَبقَى من أجسادِنا..
تجمعُ قطعَنا المُتناثرةِ مِن صُراخِ
النَّهارات.
تَتلذذُ..
بقِراءةِ انكسَاراتِنا
الصَّباحيةِ
في الجَرائدِ المُزدَحمةِ بالنَّعواتِ والكَلماتِ المُتقاطعةِ والأجسَادِ الذَّابلةِ.
مَخالبُ اللَّيلِ تُفرِّغُ حِممها عبرَ شُقوقِ نَوافذِنا المُشتَاقةِ للضَّوءِ.
تَركضُ خلفَ أقلامِنا النَّازفةِ دَماً ..
تَسألنَا هَل ما زلتُم تَقبضونَ بجِيدِ أَحلامِكم؟
قُولِي لي
صَديقَتِي..
كَيفَ نَهربُ من لَونِ العَتمةِ ونُرطّبُ جفافَ
شفاهِنا المُخضَّبةِ
بلَونِ الشَّمسِ؟
كيفَ نلوكُ أرغِفةَ الخُبزِ المُمتلئةِ بالغُبارِ
على إيقاعِ زَفراتِ طِفلٍ؟
كيفَ نرسمُ وَجهَ
وَردةٍ غَادرَها العِطرُ
فوقَ أنين الأرصفة ؟
قُولِي لِي..
كيفَ نُغلقُ جوفَ الخَطيئةِ..
التي تَعصرُ
سَنابلَ قَمحِنا
وأبياتِ قصيدتِنا.
أعرفُ أني..
أُغرقكِ في سَراديب
اللا نهاياتِ التي
تَبحثُ عَن ضوءٍ..
أعرفُ
أن وجهَكِ مصلوبٌ
منذُ مطلعِ التَّكوين
وحتَّى اغتيالِ زهراتِ عقولِنا ..
سَنجربُ لُعبةَ القَدرِ قليلاً.. قليلاً جداً..
سَندعُ الفَراشاتِ تُحلِّقُ فوقَ لُعَابِ سُطورِنا المُتماثلةِ للشِّفاءِ مِن حَرارةِ هَذيانِنا..
سَندعُ عازفَ الجِيتارِ الذي شَربِ كَأسَ نبيذِ الخَطيئةِ أن يَعزفُ بنصفِ أصَابعهِ المُبتورةِ مِن بلاهةِ الحَياةِ…
سندعُ كلماتِنا الشَّاردةِ ترتمي في أَحضانِ الوَقتِ لتاخذَ قسطاً من الحَقيقةِ…
سَندعُ ظِلَّ السَّماءِ يُغطي عَرقَ وجهينا مِن لَهفةِ اللِّقاءِ
ونَصرخُ
كانَ ليلاً يُوزعُ هَدايا الوَهمِ عَلى
العِابرينَ
والنَّائمينَ
والحَالمِينَ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى