أدب وفن

“الجبل” سرير الإفك” حصان الوقت”مجموعة قصائد بقلم الشاعر عصمت حسّان

الجبل

من طعنة الضهر
ضهري الكيدَ يحتملُ
ولا يردُّ إذا ما خانتِ السبلُ

فالجاحدون
مراجيحٌ وأحجيةٌ
والفاجرون بكأسِ الحقد تحتفلُ

الشعر ربّي أنا
لابأس إن كفروا
وبات يحكمهمْ في غيّهم هُبَلُ

هم يجرحونَ
وشعري كان بلسمةً
هم يحقدونَ
وحرفي الشهدُ والغزلُ

هم يفتكونَ بطهرِ الأرضِ
مخلبهمْ
يزيد فتكاً
وحبري جنحُه الأملُ

بذلتُ عمري أنا للناس
أمنحهم قمح الفؤادِ
وهم إفسادهم بذلوا

وكنت أكتب فوق الريح مئذنةً
فيها النواقيسُ تعلو
والصدى قُبّلُ

وكنتُ أعطي صلاة الوردِ بسملةً
وكرّسوا الشوكَ
أحلاماً لنا قتلوا

كنتُ البياض الذي في النورِ
عتمتهمْ
مدّتْ على الأرضِ سيل الجهلِ
كي يصلوا

أهندسُ الوقتَ كي أعطيه نورسةً
تفضي إلى الشطّ
لكن خطبهم جللُ

لا يشبعون من التنكيل رؤيتهم
أن يحكم الأرضَ
وحشُ الصمتِ والشللُ

من طعنة الضهرِ
قلبي صار أشرعةً
ولو تمادوا فإني الصبرُ
والجبلُ


سرير الإفك

أيكونُ آخرَ ما يُريحُ الناسَ
كيْ
فلتحرقوا
هذي البلادَ جميعها
في آخرِ الإحراقِ ضَيْ

ولتولموا للشمس تكوي ثلجَنا
الساديَّ
كي نرتاح كيْ

يا عابري هذا الخرابِ المستبدّ
الأرضُ واقفةٌ عن الدوران
ما في الأرض حيْ

يا مُفسدي ملحَ الحياةِ
البحرُ مقبرةٌ
وهذا الشطُّ مسلوبُ الإرادة
والبيوتُ الخاويات النبض
قد سقطت عليْ

وأنا يتيمَ الخطو والجنحين
أمشي خلفَ أشلائي
و لا ظلٌّ لديْ

قيثارتي نقرُ الحذاء
على الرصيف الموحشِ الأصداء
لا شمسٌ وفيْ

عكازتي قلمي
وأوراقي التباسُ الريح
أُسقطَ في يَديْ

ذهبَ الجميعُ إلى سرير الإفكِ
والآثامُ واحدةٌ
وقد رُدت إليْ

_____________

حصان الوقت
إلى محبوبتي الأرض

قلبي إذا ما ضاعَ
يعرف مرفأهْ
ويراكِ لو كلّ العوالم مطفأهْ

وإذا تمادى التيهُ
واكتسحَ الجليدُ الأرض
كنتِ ملاذه الأبقى وكنتِ المدفأهْ

هو مؤمنٌ أنتِ البداية والنهايةُ
يلتقي في تربك الأغلى
هواهُ ومنشأهْ

أنا عاشقٌ جداً
وأنتِ حبيبتي
ومشاعري مكشوفة الرؤيا وليسَ مخبّأهْ

يا توأمَ البلور
يا شفافة المعنى
ويا أحلى امرأهْ

منذ التراب الأوّلِ المخلوق روحاً
في ضمير الكونِ
كنتِ عناقنا الأوفى
فمن ذا جـزّأهْ

من قال للريح الغبية
إنّ بيت القلب خاوٍ
من ظلال الشوق
من طرْح السؤال على السكوتِ المرّ
ملتبسَ الجوابِ
ومن تراه استفتأهْ

ومشى مع الحطابِ نحو شجيرة الفردوس
يقطع غصنها العالي
ومن ذا جرّأهْ

قد كنتِ سلطنة التوهجِ والضياء الحلو
برءَ العاشقين
فكيف صار الكون لعنة أوبئهْ

يا أرضُ يا معشوقتي الأغلى
أعيش اليوم مختلَّ الجهاتِ
ولم يكن شيئاَ غيابي
يا ترى من شيّأهْ

وأنا حصانُ الوقتِ يسبقني إلى ذاتي
ونبضي صاح باسمكِ
قبل مهد الروح
قام وهجّأهْ

يا أرضُ
يقتلك القساةُ الجاحدونَ
وأنتِ قلبكِ طيبٌ جداً
وما .. ما أبرأهْ


الشاعر عصمت حسان رئيس منتدى شواطئ الأدب بشامون الضيعه

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى