ليل كانوني/ بقلم القاصة هند يوسف خضر-سوريا

ليل كانوني :
شعره أسود غجريّ، يفرده بشكل جنونيّ على أكتاف الدّنيا ،يمتدّ عبر القارّات ،يختال به ويترقّب عيون النّاظرين إليه من وراء النّوافذ الّتي أغرقها شتاء كانون فبدت خصلاته مبلّلة ..
أجساد تعاني من صقيع يكاد أن يعرّضها لحروق البرد و أخرى تتنعّم بوهج الدّفء ..
قلوب يقطنها شعوراً قد يبدو شفّافاً أو متّشحاً بالضّباب … (حبّ،شوق ،فرح ،أنين ،حسرة ،ألم وخوف و….)
أرواح تلاقت بتوائمها في الوقت المناسب ومنها بعد فوات الأوان فتآكلت من الحسرة ..
أعين تلمع من شدّة الابتسامة و أخرى يتزاحم فيها الدّمع فتأبى أن تمطر من عظمة الكبرياء ..
خلف كلّ نافذة مغلقة في وجه الرّيح المجنونة حكاية نهايتها سعيدة أو حزينة ،ومنها ما تعلّق بحبال الأمل وينتظر أن ترسو السّفن على ميناء الأمان …
أمّ أحمد تنتظر على أحرّ من الجمر عودة ابنها من الجيش، أعدّت له ما يحبّ ويشتهي من المأكولات فهو منذ مدّة لم يأكل طعاماً من يديّ والدته ..
مرح تنام وتصحو رافعةً أكفّها للسّماء ،تدعو بأن يجبر الّله بخاطرها وتذرف دمعة الفرح بنجاح ابنها..
العمّ أبا زياد ينظر بشغف إلى بطاقات زفاف ابنته ويقول :لقد كحّلت ناظريّ برؤيتك عروساً يا صغيرتي ..
سهام عادت إلى منزلها جسداً بلا روح بعد أن فارقت طفلتها الوحيدة الحياة ،سينزف جرحها للأبد ..
وائل يشعر بالسّرور فقد بدأ عملاً جديداً بعد تخرّجه وحصوله على شهادة جامعيّة ..
نغم تذرف دمعاً ممزوجاً بالألم حيناً وبالأمل حيناً آخر وهي منتظرة خبر شفاء والدتها من مرض خبيث ..
آلاء يخفق قلبها بطريقة مختلفة فقد وجدت نصفها الآخر وفارس أحلامها وقريباً سيعلنان ارتباطهما …
إنّه ليل واحد من ليالي كانون يُسعد أرواحاً ويعبث بأخرى، فما بالك بما تفعله باقي ليالي شهور السّنة ؟
القاصة هند يوسف خضر… سورية