أدب وفن
” المزمار ” قصيدة للشاعر عصمت حسّان
المزمار
أيا نهرُ ارتشفْ من سلسبيلي
وأطلقني
لأمضي في سبيلي
أنا من أوّل التكوين حشدٌ
فلا تعتبْ
إذا تلقى قليلي
أظنُّ الروح كانت بعض صوتي
وهذي الريح
كلٌّ في صهيلي
وكان الغيمَ كفّي حين تعلو
وماء النهرِ
دمعٌ في عويلي
وكان التربُ حيث أسيرُ
تبراً
ونبع الشهدِ يجري في مسيلي
وكان الحبُّ غرساً في كياني
وقمح الشوق
نبتٌ في حقولي
يعاقرُ خمرةَ الترحال
ثغري
ويثملُ من رواحلها بديلي
وكنتُ اثنينِ
قلباً في ضلوعي
وجرحاً سالَ من حرفِ القتيلِ
أقسّمُ للبلادِ فراتَ نبضي
وأسقيها التوهجَ
من نحولي
وأعطي الآخرينَ
زلالَ نبعي
وحولي الكونُ في ثوبِ البخيلِ
كأني حينما أسريتُ عشقاً
تهاطلَ كلُّ خصبٍ
في طلولي
وصار الشعرُ مزماري
ونهري
وظلُّ الضوعِ
يرقصُ في خميلي
أيا نهرُ ارتشفني
حبر بوحٍ
خضابُ الحبرِ سرٌّ في أصولي
وكلّ قصيدةٍ كانت نشيدي
وكانتْ كلّ قافيةٍ
مثيلي
الشاعر عصمت حسان رئيس منتدى شواطىء الأدب بشامون الضيعة