همسة
نص أدبي بقلم الكاتب السوري رأفت حكمت
صوت النّباحِ الآتي من محطة الوقود المجاورة لغرفته ، أضفى على مخيّلته الباردة جوّاً من الخوفِ اللّذيذِ ( ذاك الذي) طالما أنَّ سقفَ المُصيبةِ عضّةُ كلب …
تناولَ عن شِمالهِ صحنَ السّجائرِ شبهَ المملوءِ بالأعقابِ المدهوسةِ على بعضها ،
وَراحَ يحسبُ :
كمْ قُبلةٍ أنفقَ في غيرِ مكانها .. حتّى امتلأ قلبهُ بكلِّ هذا الدّخانِ ؟!!
يَعِدُّ :
قُبلةٌ أولى كانت مُغمّسةً بالخوفِ ، لا غيرَها ..
امتدّتْ من أوّل كُرسيِّ يلتاذُ بشجرةٍ عند أطرافِ حديقةٍ عامّة ،
حتى آخرِ تَخْتٍ لا يلتاذُ بشيءْ ..
كلُّ الشّفاهِ الّتي انهالتْ على فَمهِ ، لم تروِّض خوفَهُ أكثرَ من رعْشةٍ وَصَداها ..
نامَ كلبُ المحطّةِ ،
وكلبٌ في الذّاكرة لازالَ ينبحْ .