منتديات

كلمة نقيبة العاملين في الاعلام المرئي والمسموع الاعلامية رندلى جبور في اللقاء الاعلامي الوطني بعنوان: “إعلاميون ضد التطبيع”

كلمة نقيبة العاملين في الاعلام المرئي والمسموع الاعلامية رندلى جبور في اللقاء الاعلامي الوطني بعنوان: “إعلاميون ضد التطبيع”- ٧ كانون الاول ٢٠٢١

أنا إعلامية لبنانية ضد التطبيع وأفتخر!

هذه إحدى ثوابتي ومن المسلّمات، تماماً كالعداء لإسرائيل.

يسوّقون للتطبيع مع مَن؟

مع مَن يعتدي علينا كل يوم؟

مع من يتربّص بنا وبوجودنا؟

مع من يريد تغيير وُجهة لبناننا؟

مع من يسرق مياهنا ونفطنا وثرواتنا الوطنية؟

مع من يسعى إلى تقسيمنا وجَعْلنا دويلات كل واحدة منها بلون لنشبهَه، فيتشرَّع وجودُه؟

مع من احتلّنا وخاض حروبه البشعة علينا وارتكب مجازره اللا إنسانية على أرضنا؟

مع من اغتصبنا؟

مع من يحمل مشاريع مدمّرة لنا؟

مع صفقة القرن والتوطين والتغيير الديمغرافي؟

يسوّقون للتطبيع مع من؟

مع من لا يشبهنا لا في فكرنا ولا في طبيعتنا؟

مع من صلَبَنا ويصلبنا كل يوم؟

مع التطرف المدمِّر؟ مع الارهاب العميق؟ مع الخطر المحدق بنا باستمرار؟

مع هدير الطيران الذي يخترق آذاننا على مدار الساعة؟

مع من ابتلع أرض فلسطين وغيّر هويتها وجعلها مستوطنات غريبة؟

مع من شرّد شعباً وحطّم حضارة وقضية وحوّل أرضنا إلى أرض لجوء والفلسطينيين إلى مشتّتين؟

مع الصهيونية التي جعلت وتجعل من العالم عُرضة للألاعيب القاتلة والتحكّم البشع بكل شيء؟

أنا إعلامية من البقاع الغربي وأعرف جيداً مَن هي إسرائيل. ملعب دبّاباتها على أرض قريتنا ما زال هنا شاهداً.

أنا مسيحية ومناضلة من أجل الوجود المسيحي ضمن الوجود المتنوّع، وأعرف جيداً إرادة إسرائيل لاقتلاعنا من أرضنا وتهجيرنا، ولضرب فكرة التعدّد والتنوّع الرسولية.

أنا مواطنة أنتمي إلى لبنان والحق والانسان، وأعرف أن عدوّ لبنان والحق والانسان هو إسرائيل.

أما بعد، فما يستفزّني الأكثر هو أن بعضاً من اللبنانيين، سياسيين وإعلاميين، يسوّقون للتطبيع مع إسرائيل، فيما يشنّون حروبهم الكلامية القذرة على أفرقاء لبنانيين.

لا يتحدّثون عن إرهاب إسرائيل، فيما يتّهمون فريقاً لبنانياً بالإرهاب وهو يقاوم من أجلهم.

لا مشكلة لديهم مع العدوّ، فيما مشكلتهم هي مع الاخوة في الداخل.

يرفضون علاقات طبيعية مع جارة عربية، ويسوّقون لعلاقات طبيعية مع كيان عدوّ ومصطنع.

أيّ صنف من البشر هم هؤلاء؟ أي نوع من الاعلاميين والسياسيين أولئك الذين يفضّلون عدوّهم على أبناء بيتهم الوطني؟ أي نوع من المواطنين هم الذين يختارون جلّادهم ويبخّسون بنقاط قوّتهم الوطنية؟

لهؤلاء لبنانهم المشلّع والمغتَصَب والمرتَهَن، ولنا لبناننا الموحّد والقويّ والحرّ.

لهؤلاء أعداؤهم الوهميّون، ولنا عدوّنا الحقيقي.

لهؤلاء مدرستهم الوسخة، ولنا مدرستنا الشريفة، مدرسة الكرامة والعنفوان وعلى رأسها الجنرال ميشال عون.

لهؤلاء عمالتهم ولنا وطنيتنا ونفتخر، ولو ندفع من أجلها الأثمان!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى