أدب وفن

ليلة العيد / قصة قصيرة /الشاعر ماهر العبدالله

ليلة العيد

هي ليلة العيد ، وللعيد اجواؤه المفعمة بالحب والفرح . انشغلت الزوجة بالإعداد للسهرة العائلية المميزه ، والأطفال منهمكون بتزيين رسائلهم البريئة ل ” سانتا ” لما سيحمله لهم من هدايا يجدونها صباحا تحت شجرة الميلاد المزينة بإتقان ، والتي تتلاعب ألوانها كقوس قزحٍ يجرح كف السماء .
أما الزوج فقد خرج باكراً دون الإفصاحِ عن وجهته .
حل المساء ، أصبحت طاولة العشاء جاهزة ، تحلق الجميع حولها مطولاً حتى أصابهم ملل الإنتظار …
توترت الزوجة كثيرا ، وراحت تلوم زوجها وتقول في سرها : ألا تكفيني في ليلة العيد غربتي عن بلدي وعن أهلي . .؟؟
لحظات مرت والصمت المطبق يلف المكان قبل أن يُطرقَ الباب ، صاح الأولاد : جاء أبي ، أما الزوجة فقد استحضرت بعض عبارات اللوم لتلقيها في وجهه ، وما إن فتحت الباب حتى شهقت ورمت بنفسها على القادم… وكان أبواها.. والزوج يحمل حقائبهما.. وكانت هذه مفاجأتة لها … !!!
لقد تحمل مشقة السفر والعناء لاصطحابهما من مكانهما البعيد ، بهدف إسعادها ليلة العيد .
ندمت الزوجة أشد الندم لما راودها من سوء ظن ، وعملت جاهدة لإسعاد الجميع في سهرة عائلية رائعه سادها الحب والفرح والوئام .
في الصباح ، إستيقظ الزوج باكراً ليجد بجانبه علبة ضمنها هدية جميلة وورقه كُتِبَ عليها : كم أنا فخورةٌ بك …!!
كما وجدت الزوجة بجانبها هدية مميزه وورقة كتب عليها : ولهذا أُحبُّكِ ..!!!
ترافق الإثنان لرؤية أطفالهما الصغار ، وإذ بهم يتحلقون حول الشجرة ، تصدح ضحكاتهم كلما ظفروا بهديةٍ جميلةٍ ضمن علبةٍ متقنة الإغلاق ، أما الرضيع ، فقد حبا باتجاه الشجرة ، نام مقلّداً طفل المغارة ، إحتضنه إلى صدرهِ … إبتسم لأحلامهِ … وغفا …!!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى