أدب وفن

هل نحن إلا دمى؟ بقلم الدكتور عاطف أحمد الدرابسة- الأردن

هل نحنُ إلَّا دُمَى ؟

قلتُ لها :

سأتركُ لكِ بعضاً من غروبِ الشَّمس
وأتركُ لكِ بعضاً من دقَّاتِ قلبي
لا تحاولي أن تقبُضي عليها
أخافُ أن تتوقَّفَ عقاربُ السَّاعةِ عن النَّبض ..

سأتركُ لكِ الطَّريقَ التي عبرناها معاً
سأترككِ تعبرينَها وحدَكِ
في نهايةِ الطَّريقِ
سأهبُكِ لحظةً جديدة
لتبدئِي من جديد ..

الولادةُ الثانيةُ تختلفُ عن الولادةِ الأولى
الولادةُ الأولى من رحمِ الأُمِّ
والولادةُ الثَّانيةُ من رحمِ هذه اللَّحظة ..

لم يكُنْ الحُبُّ يوماً يُباعُ ويُشترى
النَّهرُ إنْ غيَّرَ بحرَه يجفُّ ويموت ..

منذُ زمنٍ هجرتُ النَّومَ
وسكنتُ في القلق ..

منذُ زمنٍ هجرتُ الماءَ
وسكنتُ نارَ الجسد ..

منذُ زمنٍ
أُقيمُ في كأسِ الجوعِ عارياً
يُطاردني شبحٌ
كأنَّه موجٌ في بحرٍ غاضب ..

منذُ زمنٍ
وأنا أُحاولُ أن أدفنَ بقايا القلق
في أرضٍ عذراء ..

الآنَ أدركتُ خطيئتي
حينما رأيتُ على نافذتي حمامةً
وقطَّاً بريَّاً ..

ساعديني لأراكِ على غيرِ ما أراكِ
ساعديني كي أكونَ خليَّةً في أحلامِكِ
ساعديني كي لا أراكِ مثلَ البلد :
امرأةً (عاقرَ)
تُرضِعُ دميَة ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى