لم ترَ ظلَّها/ قصة قصيرة/ بقلم الإعلامية ميسم حمزة

لم ترَ ظلَّها…
حلا.. فتاة عشرينية من المدينة ، طالبة جامعية دخلت ميدان العمل صغيرة، امتلكت شخصية قوية جعلتها فاعلة في المجتمع وقادرة على اعالة ذاتها والاتكال على قدراتها..
حلا وهي في سنتها الجامعية الثانية التقت بصديق الدراسية وبدأت قصة حبها مع ابن الريف القادم من قرية صغيرة ذات طابع عشائري ، بالطبع سحرتها شخصيته القوية ووقعت في غرامه منذ اللقاء الأول وكان يحبها دون اي شرط او طلب بالتغيير.
وبعد فترة من اللقاءات طلب الشاب ان يزور هو وعائلته بيت حلا لطلب يدها لانه يراها نصفه الثاني وشريكة حياته وكانت حلا في قمة السعادة.
حدد اللقاء الاول للتعارف ولكن لم يسر الامر كما خطط له ، فعائلة الشاب لم تتقبل واقع حلا،، فتاة جميلة مثقفة منفتحة عاملة ومن بيئة مختلفة تماما وكما اعتبرت والدة الشاب فان حلا غير مناسبة بتاتا لابنها الصغير الذي تريد له فتاة تشبههم.
هنا وقع الشاب في حيرة وبدأ يحاول إقناع حلا بالتغيير.. طريقة العيش، المظهر الخارجي، التعاطي مع الاخرين، العمل..
حلا من فرط محبتها بمن ارادته شريك حياتها بدات تغير من ذاتها وبدأت بمظهرها الخارجي ولكنها لم تكن مقتنعة بالزامية ترك العمل والدراسة والبقاء في المنزل فالفتاة المدللة في منزل عائلتها ستفقد اقل حقوقها بالحرية وانتفضت وبدأت تحاول محادثة شريكها للوصول الى حل ولكن دون فائدة.
هنا قررت حلا ان تقنعه بانها حياتهما وهما المعنيان ولكن عبثا الخوف من العادات والتقاليد بالنسبة للشاب كانت اقوى من الحب ،، فاحتارت حلا في امرها وكيف لا وهو حب حياتها
فبدات حلا تستسلم… تركت عملها واوقفت دراستها، والتزمت المنزل تنفيذا لارادته ،، ولكن شيئا فشيئا بدأت تنسى من هي.. حتى وصلت بها الحال الى عدم معرفة انعكاس وجهها في المرآة
وفي يوم من الأيام
خرجت حلا تتمشى نهارا …فلم ترَ ظلها …
هي كانت الظل …