أدب وفن

إلى أمّ العواصم بيروت/ بقلم العميد الدكتور محمد توفيق أبو علي

إلى أمّ العواصم بيروت


يا ريحُ لُمّي لَقاحَ الرّوحِ وابْتَهِلي
حِبْرًا يصوغ المَدى سِفْرًا من الأملِ
قُولي لنارِ الهُيامِ الوعْدُ متَّقِدٌ
جمْرَ الأمانيّ، غيثَ الموسمِ الهَطِلِ
حُرّاسُهُ من جياد النّور خيلُهُمُ
يرابطون على بوّابة الأزلِ
قَرْعُ النّواقيسِ، أصداءٌ لمئذنةٍ
بيروتُ، إبريقُها لِلصَّحْوِ والثَّمَلِ
كلُّ الدِّنانِ خشوعٌ في مهابَتها
خشوعَ حرفٍ حواهُ معجمُ الجُمَلِ
حرف يذوبُ هوًى، يُذْكي صبابتَهُ
يضيء منها وميض الأعْينِ النُّجُلِ
عشقٌ وذوبٌ، فيا قلبُ انتفضْ كِبَرًا
يا حاديَ الظّعْنِ غنِّ الحُبَّ للإبلِ
كي يُخْصِب الحلْمُ في أحداقِ رايتِنا
وتشرقَ الآهُ في نوّارةِ الرّمَلِ
بيروتُ ياشَغَفَ العشّاقِ، إن عشقوا
يا وجْنةَ المشتهى، يا قِبلةَ القُبَلِ
قدأقسمَ الشوقُ: ما ليلى، وإنْ بُعِثَتْ
إلّا كَنُؤْيٍ، وأنتِ الوجْدُ للطَّلَلِ
بيروت يا شهقةَ الأنوارِ وامضةً
ويا ضِمادَ أسًى، في مذبح المِللِ
إن تُطفئوها، فنور الشَّرْقِ منطفئٌ
وفي النّفيرِ انبجاسُ القادمِ الجَلَلِ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى