كتاب ” غصون الحياة ” باكورة من نصوص الكاتب جمال حجازي صدرت حديثا عن دار البيان
الشاعر جمال حجازي الذي كتب دهرا و صام عن نشر أي اصدار له خلال كل تلك السنين الماضية ، نزل اخيرا عند رغبة الأصدقاء و إلحاحهم المستمر …ليصدر مجموعته الأولى “غصون الحياة و نصوص أخرى ”
ما احوجنا إلى قراءة الشعر و الدخول إلى عوالمه الجميلة في هذا الزمن الصعب نغذي به ارواحنا لنمسح عنها بعضا من غبار التعب
كتب الشاعر جمال حجازي نصوصا و قصائد للحب للفقد، للوطن ،لأرض الجنوب، للمقاومين و لقريته عيترون .في” غصون الحياة” نتجول بين غصون حروفه بين الضوء و الظلال و نقطف منها فواكه دانية حينا و بعيدة حينا آخر ….
. قال جان جاك روسو” هناك كتاب مفتوح دائما لكل العيون وهو : الطبيعة” . و هذا القول ينطبق على مؤلف “اغصان الحياة ” الشاعر جمال حجازي ،من العنوان و حتى آخر سطر ….عند قراءة نصوص الكاتب جمال حجازي سوف تمتلىء رئتاك برائحة الأرض التي ترشح بوضوح من نصوصه و سوف ترى كيف تتلون الحياة بألوان فصولها ، كاتب يتقن لغتها و سبر مشاعرها التي تتماهى في نصوصه و تلبس ملامح البشر و أرواحهم.
مقدمة الكتاب كتبها الأستاذ الدكتور عبد المجيد زراقط و من مقدمته نقتطف هذا السطور : تتصف نصوص هذه المجموعة بخصوص كثيرة منها قصر النص و هو قصر تمليه تجربة العيش في هذه الأيام ، و بمعجم لغوي مأخوذ من لغة الحياة اليومية ،و بقصر العبارة و بساطة تركيبها، فتبدو كأنها عبارة التداول اليومي بين الناس، و بوفرة الإنزياح على المستويين: التركيبي المجازي/البلاغي، و هذا المجاز يتمثل صورا مبتكرة تشع بالدلالات، فتجسد الرؤية إلى العالم .
و الأمثلة كثيرة في العناوين و المتن و حسبنا أن أشرنا إلى بعضها ،لنرى أن هذه النصوص تتصف بما يسميه النقاد و الشعراء جوهر الشعر ، و هو الصورة الشعرية التي تُحدث لدى تلقيها “الهزة الجمالية” و هي شعور تولده لغة الأدب العليا ….
كما كتب الأستاذ الدكتور جعفر نور الدين شهادة
نقتطف منها بعض السطور :
صديقي الأعز الشاعر و الأديب
كيف أخاطبــك وســنبلة النــدى في خاففيــك تطــل مــن ياقوتــك الجبلي
من سنتين كان لنا لقاء نغـزل فيـه الشـعر كـا يغـزل النـدى اظافر الفصول، فرحت بك عصاميا نبيلا نقي الخصال ، الأستاذ الصحفي الشاعر الفنان النبيل حسا و قلبا .
نحن اليوم متلهفون لقراءة شعرك و أدبك و نراك في ساحة الأدب صوتا غنيا يسهم في نمو الحركة الأدبية في جنوبنا الحبيب ،طبعا مع ثلة من الشعراء الآخرين الذين لا يغيبون عن البال .
نماذج من قصائد غصون الأيام
ثدي الغيم
أنظر في كف الغيم / أراه نبضا يشع بالحكايات/أراه مفردة تنزف منها الروح/ أراه نبض الحرف الضارب كفا بالأرض و كفا بالشمس / يشرب من ثدي الغيم طيرا لا يحفل من جدائل زينتها/ وهو الإنتظار…؟/أقبل أيها الحرف و ارسم شراعا للروح/ يمحوه الغيم و ينتظر/ لأنثر فوقه بقايا منازل و أقول بقايا قلب / يورق ملح الجنون، و فلوات لوطن الريح/يبقي الصوت أخضر في قسمات الجرح/ و اصل الحكاية أننا نعشق الجنون/ و إن كان قمرا يمضغه الليل/ و نستعير من كف الأمهات شكل الرغيف/ تشتاق إليه كل الوصايا.
غصون الأيام
قالت لا تعجبني و لا تشبهني/ ذكرتني بأصداء الريح/ للصور المكسرة مني…إليك/ووجه التعب الموزع على بيادر الأحلام/ ضحكتنا كانت كضوء/ نقطف منها غصون الأيام/ تفرحنا ،تغضبنا…/ هي الأسفار…الأسرار …الأحزان /تسأل حرف الإيماء بالحب../ و الغضب الموزع على أطراف الحارات /و هي شبيهتي تعجبني كوصية أمي.. / وحكاية جدي في الجدّيِّ…؟