لا أحد يعلم …قصيدة الشاعرة دارين حوماني
لا أحد يعلم
لا أحد يعلم
كم يكبر الفراغ في الجرة المغلقة
المركونة في مكان مائيّ
لا أحد لا شيء
والحب يشبه طابة حديدية ثقيلة
لا يمكن إزاحتها من القلب
يمكن أن نزايد على الكتّاب والشعراء
فنكتب عن الشغف
عن الأفكار الكبيرة
وتلك الصغيرة
كأننا أمراء الحكايات
عدا الحب، كل ما في الحياة مشاعر هاربة
نتخلص من الآخرين بسهولة
ننفذ إلى خارج الأمكنة بخفة..
في الوقت الذي بدأت أفكر في نفسي
بدأت أشعر بعقاب القدر
غياب الحقيقة
والأسئلة المحاكة من قلق لا متناه
عجز عن فهم قساوة القدر
هذا العقاب.. هذا التحدي لاحتمال الخروج من الجُحر..
الخروج من الجرّة المغلقة..
زيارة مفاجئة
لرغبة مستوية في العتمة
قابلية نفاذ النور إلى الداخل
أكلّم المارّين في قطار بلا نهاية
يصعدون وينزلون ولا يرونني
لا يدركون كم هي باردة ساعات الوحدة
بلا حب
يجهلون تعاستهم وهم يسيرون كآلة مركبة
خلقت لحياة بلا معنى
يأكلون يعملون ينجبون بانتظار الغياب
ثم يموتون
يجهلون موتهم
زيارة مفاجئة لرغبة بالحياة
بعد عزلة طويلة قررناها بأنفسنا
رغبة بالتحرّر من الصقيع
ذاك الذي يقيم أسفل القلب..
لا يمكننا تصديق الحب الكبير
كيف ينمو
يتفحص طريق الضوء
ويمهّد الأرض لما بعد الموت..
الرفاق يتساقطون
الواحد تلو الآخر
على درج تحت عتبة العالم
كأنهم يفلتون من بين أيدينا
ونحن صامتون
يتدحرجون في الخريف المتوحش
ولا أحد لا شيء
يمكن أن يقف في طريق الظلام الكبير..