أدب وفن

باقةمن قصائد و نصوص تحية للأم بقلم كوكبة من الكتاب و الشعراء

الشاعر و الوزير السابق د. طراد حمادة

وقد أخبرتني أمّي قبلَ موتِها
أنّها لم تحسبِ اللّيالي إلّا على دفترِ الشِّتاءِ
بينَ الفصولِ
لأنّها ولدتني ذاتَ ليلةٍ شديدةِ البردِ
يمزّقُها عواءُ الذّئابِ
ويزعزعُ الرّعدُ قطعانَها
لكنًّما البرقُ كان يُضيءُ لونَ وجهي
حتى سمعتْ صرختي بينَ رعدةٍ جبليّةٍ
عندَ آخرِ السّفوحِ
وأخرى بينَ نهرينِ في حقولٍ بعيدةٍ
وقالتْ : لم تكُ تحسبُ نومَها سوى في اللّيالي الباردةِ
لأنّها تسهرُ عندَ رأسي
تخافُ أن يخطفَني البرقُ والرَّعدُ
وحينَ تسمعُ خفقَ أجنحةِ جبرائيل
تبعدُ عنّي
تقولُ : سأتركهُ تحتَ ظلِّها
حتّى يتعلّمَ الوحيَ هذا الصبيّ..

إيه كلُّ خفقةٍ خطوةٌ إلى الموعدِ
واقترابٌ لذيذُ المسار
بينَ أمسٍ مضى وبينَ الغدِ ..

طراد حمادة …مقطع من قصيدة إبقي أيّتها الشّمس ..من ديوان قيد النّشر ..

الشاعر قزحيا ساسبن

بَين الشّمس… وغرِّة إمّي
غرِّة إمّي أحلا… أحلا
بَين الغيمِه… وجبهِة إمّي
جبهِة إمّي أعلا… أعلا
بَين الحِبر… ودمعِة إمّي
دمعة إمّي أغلا… أغلا
وما بتِفرِق بَن ألله وإمّي
ألله بْقَلبو ضحكِة إمّي
وإمّي بْقَلبا ضحكة ألله

الروائية زينب فياض

حبل الغسيل،
مشك الصحون،
المكنسة، الطناجر،
الحبل السري،
الرضاعة،
اكتئاب ما بعد الولادة،
مشاجرة الاطفال،
حفاضات الصغار،
عناق الاولاد،
أغنية وحكاية ما قبل النوم،
الهروب نحو الحمام للبقاء وحيدة لفترة زمنية قصيرة،
التنظيم اليومي لدروس الصغار ،
المحاولات الكبيرة لحل مشاكل الأبناء النفسية،
الجهد المضاعف لإرضاء الزوج،
العودة من العمل وانتِ بكامل ابتسامتكِ المتعبة.
الارباك الصباحي لإعداد العائلة قبل الخروج من المنزل. الانغماس في تفاصيل العائلة.
قرارات الانفصال،
مواجهة الحياة بيدين مشققة وأظافر قوية،
الخضوع للمجتمع،
مواجهة المجتمع.
أنتِ ، أنتِ، أنتِ ثم أنتِ

كلمات مفتاحية لقصيدة معقدة أسمها الأم.

الشاعر ابراهيم شحرور

نوم أحلى من … الصلا
“”””””””””””””””””
عا طول إمّي كانت تْقلّي :
” يا ريت بتْبلّش صلا مْنِ اليوم
إسبَق الفجر … وقوم تَ تْصلّي
وْشوف الصلا شو أجمل مْنِ النوم “…

وْتبقى الصلا أحلى من النوم … مْبَلَا
عَ الفجر إكسُر غفْوتي … وْصلّي ونام
وْما كنت لاقي النوم أحلى مْنِ الصلا
إلّا إذا عم شوف إمّي … بالمنَام …

لوحة الأم بريشة الفنان اللبناني العالمي برنار رنو

الشاعر انطوان سعادة

بعيدك يا أمي جيت اهديكي
شفتك بعيدي وصرت ناديكي
رحتي وتركتي صورتك بالبيت
والكل عم بيطلعو فيكي
جمعت باقة زنبق وصليت
وعليت اهاتي تا وعيكي
ما وعيتي تلبكت فليت
تارك شموع العيد تزهر نور
ودمعاتها عالسكت تبكيكي

الشاعر الدكتور نزار دندش

كل عام وكل الامهات بخير

لولاكِ يا أمُّ ، هذا الكون ما كانا
ما كان لولاكِ ذا الإنسانُ إنسانا
لو آدمٌ … أمّه كانتْ لِترشده
ما كان إثمٌ ، ولا التفاح قد كانا
لن يمنحَ الأرضَ عدلاً او سلاماًً سوى
أُمٌ … إذا حكمتْ … حباً وتحنانا
لا حبَّ غيرك ، يبقى خالداً ، أبداً
يبقى حنانُكِ … حين الكلُّ ينسانا

الشاعرة د. يسرى بيطار

أمّي..

عيدٌ.. وَقُومي في المَشارقِ
تَطبخينَ وتَغسِلينَ وتَحْبَلينَ وتُنجبينَ لهُ..
وتسجّلينَ التّسعةَ التَعبى الطّويلةَ باسْمِهِ..
في دينِهِ ويَقينِهِ وبلادِهِ
وعشيرةٍ ضَمَّت وليدَكِ
ثمّ عيدٌ.. عيدُ أمّي..
ما ظروفُ الحفلِ؟ حَلوى، يأكلونَ
وتَغسلُ الأطباقَ أمّي..
ما الهديّةُ؟ مِن متاع البيتِ
كي يتكرّسَ البيتُ السّعيدُ على اسْمِ أمّي..
لا تظنّي أنّ عِلمَكِ نافعٌ
فالعلمُ في لغةِ البصَلْ
عِقدٌ تلاحَمَ وانفصَلْ
ويَعودُ يَسألُ
كيفَ جِيدُ الرئْمِ أحلى من معادلةِ الذكاءِ بعقلِ أمّي!
أمّي، وَذا الشرَفُ الرفيعُ على الجسَدْ
لكنّ بعلَكِ، لا يهُمُّ، فإنّهُ رجُلٌ أسَدْ..
أمّي، ونكتبُ في القصائدِ عن حنانِ الأمِّ..
يا حُسنَها في حزنِها والهَمِّ..
بالله لم تجدوا مديحًا غيرَ حضنِ حنانِها؟
غيرَ العطاءِ بشَمّةٍ أو ضَمِّ؟
غيرَ المسافةِ أُحرِقَتْ
بين التماعِ شبابها وبلوغ قاعِ اليَمِّ؟
وإذا تمايزَ فكرُها عن شَرعِكم
هل تَقنَعونَ لها بغير الرَّجْمِ؟
شكرًا لكلِّ التضحياتِ فقد وُلِدْتِ لأجلها
ويظلُّ قلبُكِ خافقًا للآخَرينَ
على امتدادِ الشرقِ
شكرًا أمِّي.

الشاعر بسام موسى

أهُوَ الربيعُ بغير طيفكِ أجْرَدُ
مُلقىً على وَهَنٍ يَئنُّ ، وَيَبْرُدُ
أم أنّكِ الدنيا ، وكلُّ فُصولها
لغَةُ اليمامِ ، ودِفؤها يتجدَّدُ؟
وأنوثةٌ دَفَقَتْ سواقيْها فَدَوَّ-
خَتِ الجمالَ وغارَ منها الفَرقَدُ
جَلَستْ على عرش السماحَةِ والندى
وَتَمَنطقَتْ سُحُباً ، لِتَعصِرَها يَدُ
وَلَشَدَّني وَجَعٌ لِيوصِدَ بابَهُ
حضْنٌ تُطاردُهُ السُنونُ ، ويُسعِدُ
والصَوْتُ رهبانُ الحنين يُرَتِّلو-
نَ الدِّفءَ في وجهٍ كأنَّهُ مَعبدُ
يا مَنْ تُرَمّمُني إذا ٱنكَسَرَ الهوى
وتُعيدُني طِفلاً ، يَدِبُّ ويلعبُ
جسدي حدائقُ قُبلَةِ النَعناعِ يَرْ-
وِيها فَمٌ بين الضُلوعِ مُشَرَّدُ
يبدو كأَنَّ البحرَ مَحبرتيْ متى
اشتعلت عيونك ، فالعواصفُ تَسرُدُ
ولَوِ الشهادة ُ قاسَمَتني خُبزَها
لَدَفَعْتِنيْ قَمحَ الفِداءِ ، يُزَغرِدُ
يا أُمُّ يا ألَقَ الحياةِ ووحيَها
المنشودَ ، مَجَّدَها العَلِيُّ الأَوْحَدُ
كي توقظي بنت المسا من تختها
فجراً يُؤذِّنُ للعدالة ِ ، يُنشِدُ
واذا عَزَمتِ على النهوضِ بأمةٍ
يفنى على وهْجِ النِّضالِ تَرَدُّدُ
تَرتَجُّ أبوابُ السماء بدعوةٍ
منكِ ، وتضطَّرِبُ البِحارُ وتُزبِدُ
فبكلِّ هَمْسٍ لِلشفاهِ صَوامِعٌ
لِتنسُّكٍ ، صَلَواتُ حَرفٍ ، مِزْوَدُ
أُمٌ كما العَبَّادُ ، تَحتَرِفُ الخُطى
ألَقاً ، وعائلةُ الظِّلالِ قَلائدُ

الكاتب أ.علي غصن

حدّثتني قهوتي السمراء فقالت :
أمّي بخير ..
لأنّها لامست خد السماء عند رحمن رحيم .. تطوف في الجنان لأنّها كتلة من الحنان والإيمان ..
لكنّنا نحن لسنا بخير ، فقد انحسر غطاء الدعاء عنّا ، وبتنا عُراة على مسرح الحياة ..
فالأم هي الركن الذي نحبوا اليه كلّ ما اشتدّت علينا طوارق الزمان وان غزانا المشيب ..
في حضرتها نعود اطفالا .. وحضنها الملاذ الأخير .. ببسملة بتمتمة بهمسة دعاء نحسبُ انّنا قد شربنا اكسير الحياة .. فننتفض من تحت ركام احباطنا لنتجلّى بعيون انفسنا اقوياء .. كم كانت بسطة يدها تمدّنا بالأمان ، وكم كانت سفرتها نول المُشتهى ، وانفاسها عبق الجنان .. كم كانت مقلتيها تَحْدي لنا حتى ننام ، كم كانت شقوق يديها بلسماً لنا كي نشعر بالإطمئنان ، كم وكم وكم عانقت برد الليالي ان غافلنا يوماً ريح السقام ..
فالعيد هو ان تكون الأم على ما يُرام ..
كل عام وجميع الأمهات بالف خير
والف رحمة ونور على من غادرن الى جوار رب كريم ..

الشاعرة ميساء عادل ماجد

أمي بطلة رواية الكون
في السماء أرى وجهها

أمي ينحني لها كل لون
رسمت حياتها منذ صغرها

في العذاباتِ هي يد العون
في تضحياتها أرى طهرها

بيتها صانته كل الصون
. طيبتها بيان جوهرها

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى