أدب وفن

قصة قصيرة / من وحي حال شعبنا المنكوب بزعمائه

د. حسن علي شرارة

يُحْكى أنّ رجلًا اشترى خروفًا، وعادَ بهِ إلى قرْيتِهِ مُمتطيًاً حمارَه، ولكي يطمئنَّ على وجودِ الخروفِ دُونَ أن يكرّرَ الالتفاتَ إلى الوراءِ، قام بربطِ الخروفِ إلى ذنَبِ الحمارِ، وعلَّقَ جرسًا في رقبةِ الخروفِ.
ومضى يُردّدُ ما تجودُ به ذاكرتُهُ من عَتابا، وميجانا، ودلعونا.. مُطرِبًاً نفسَه، فرِحًاً بخروفِهِ.
لحقَ به رهطٌٌ منَ اللّصوصِ، ففكّوا الجرسَ، وربطوهُ إلى ذيلِ الحمارِ، وذهبوا بالخروفِ.
بعدَ حينٍ اعترضَهُ نفرٌ في طريقِهِ، وعابُوا عليهِ أنّهُ جعلَ الجرسَ في ذيلِ الحمارِ، ففوجيءَ أنّ الخروفَ لم يكنْ خلفَهُ، وأبلغوه أنّهم رأوا لصًّا ومعَهُ الخروف، وأرشدوهُ إلى مكانِه، وأشاروا عليه أن يتركَ الحمارَ لديهم، ويذهبَ ليستردَّ خروفَهُ منَ اللّصِّ.
امتثلَ، وذهبَ فلم يعثر على شيءٍ، عادَ فلم يجدْ حمارَه، واكتشفَ أنّ أولئكَ همْ هؤلاء.
أكملَ طريقَهُ ماشيًا على قدميْهِ حتّى وجدَ جماعةً عندَ بئرٍ، فسألوه عن سببِ سيرِهِ على قدميْهِ وقريتُهُ بعيدةٌ، فقصَّ عليهم ما جرى لهُ، فأبدى القومُ تعاطفَهم معهُ وسألوه: هل تتقنُ السّباحةَ؟ أجابَ: نعمْ.
فأخبروه أنّ زوجةَ أحدِهم أسقطتْ قلادتَها الذّهبيّةَ وهيَ تنشلُ الماءَ منَ البئرِ، فإن نزلَ ووجدَها سيعوّضونَهُ ثمنَ الحِمارِ والخروفِ. نزلَ وهوَ يلهجُ بالشّكرِ لمحاسنِ الصُّدفِ، ولكنّه لم يعثرْ على شيءٍ، وعندما خرجَ منَ البئرِ لم يجدْ ملابسَهُ.
قِلالْ يا اللّي بيفهموا معنَى الْحَكي*لكنْ أقلّْ اللّي بيفـهمْ بِالـوما
حِكـيـتـهـا وغـصّـتْ عيـوني بالبكي*ع حالْنا وحلّكْ يا شعبي تِفهما

حسن عليّ شرارة\ ألطفُ الطّرائفِ وأطرفُ اللّطائفِ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى