العاقله/ بقلم الشاعر عصمت حسّان

إلى الشهيدة شيرين أبو عاقلة المسيحية المقدسية التي رفعت طوال ربع قرن آذان الأمل
ورأيتُ مريمَ في رحيلكِ
ذاهلــهْ
كانتْ تصبُّ الصبرَ للسارينَ
تمشي في نحيب القافلـــهْ
كانت تحدّقُ في المتاهِ
وحولها العميانُ هزّوا الليلَ
فانكسرَ الطريقُ على الظلالِ الزائلــهْ
يا قدسُ
دمعتكِ الهتونُ على البلادِ الجاهلــهْ
شيرينُ قبل الفجرِ صلّتْ للصليبِ
وتمتمتْ بالفاتحةْ
واليومَ ماتتْ
غير أنّ الكلمة العلياءَ
قامتْ للحياةِ البارحةْ
هي في جنون المشهدِ العربيّ كانتْ عاقلـهْ
تدري بأنّ جهنمَ الحمراءَ
فوق الأرضِ
تنتهكُ البلادَ الفاضلهْ
يا مريمَ العذراءَ هزّي الجذعَ
ثانيةً
وثالثةً
لكي يلدَ المخيّمْ
مليونَ طفلٍ غيروا التاريخَ بلسمةً
لأنّ العصرَ علقمْ
شيرينُ قبلَ الأمسِ
كانتْ
تسندُ الأقصى على كتفٍ وتحلمْ
واليوم يحملها الصليبُ
إلى جوار الصخرة الأعلى مقاماً
كي ترى في قبّةِ الآمالِ
يأتي صارخاً عيسى ابنُ مريمْ
—- —– —– —– —- —– —– —
الشاعر عصمت حسان رئيس منتدى شواطىء الأدب بشامون الضيعه