أدب وفن

(على أَحْزَنِ ما يُرام) / بقلم الشاعر رحيم جماعي -تونس

رحيم جماعي

(على أَحْزَنِ ما يُرام)

لا لَمْ ينتحر…
إنّما دَهَسَه قطار الحزن
وهو يَعْبُرُ الطّريقَ…
إلى…الذّكريات.

كلّ شيء…
يتقدّم في السّنّ
وحدها الأحزانُ تتقدّم…
في…الطّفولة.

في الّليل…
أَرْسُمُ يوما جميلا
في الصّباح…
تَمْحُوهُ البلاد.

الشّهداء المخذولون…
يمرّون فُرادى
أشجار المقبرة…
تُطأطِىءُ هاماتِها.

شُفِيتُ مِنْ…
كلّ الرّصاص الجزيل
وحدها دموع أمّي…
كانت القاتلة

بيننا ماء وملح
وَهَبُوا الماء الجزيل
لِقُلوبٍ/صَحارَى
ودَسُّوا الملح في قلبي.

الكراسي القديمة
تَئِنُّ فقط عندما…
تتذكّر أنّها كانت…
يومًا ما أشجارا.

مِنْ ثُقْبِ الباب…
تدخل سعادة غامضة
فيخرُج قلبي…
مُرْتَعِدًا مِنَ النّافذة.

بعد غياب طويل…
مَدَّ لها قلبَه
فَقَدْ نَسِيَ يَدَه…
في ساحة الحرب.

الأبواب القديمة…
قلوب جَفَّفَتْها الوِحدة
تُصْدِرُ صريرًا ذابحًا
عندما يَطْرُقُها الغرباء

خمسون عاما…
ويدُكِ في يدي
مُمْتَنٌّ جدّا…
سيّدتي الوحدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى