أدب وفن

نص إبداعي بقلم الأديبة مهى هسي

أريدُ لعمري أن ينساب خفيفاً خفيفاً مثل لعابٍ على فم الرضيع، تمسحه يدٌ حنونة ولا تذكره… أودّ أن يقولوا: عاشت كما لو كانت خيالاً رخواً، كما لو كانت ظلًّا لأرجوحة لا يكاد يجيء حتى يروح ثانية. لا أريد أن يعيروا انتباهاً لعمري يسرح تحت الأقدام دون أن تمشيه… أريد لإسمي أن يموت نظيفاً وألا يمرّ كثيراً على ألسنة الأصدقاء، أن يقولوا كان اسماً بلا ترحال وضّبَ ذاكرته كلها في علبة داخل حرفه الأخير وماتت معه، كان سريعاً مثل آه وله الكثير من الكبرياء. أنا الكائن الأكثر وحدة، أنا تمثال الشمع المنسيّ بلا روح، أثر مشي الظلال على أرصفة المدينة، العجوز الذي يتبع القبلات ليلمعها داخل تواريخها، أنا الكلام الذي ركض وراء الصوت ولم يجده، أنا كل العائدين من لعبة الغميضة
بلا عينين… لماذا لا يتركون الأسماء مع أصحابها
في قبورها السابقة؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى