إلى روح الشهيد محمد الدره ….رصاص/ بقلم الكاتبة يارا ابراهيم
إلى روح الشهيد محمد الدره
رصاص
غير عابىء بما يدور حوله من ثرثرات وصخب ..اشاح بنظره في البعيد ..
بعفوية طفل متشوق عانقت عيناه زهيرات الاقاحي المتفرقه وبيارات البرتقال الحزينه ..
علت وجهه مسحة حزن تخللتها ابتسامه فاتره..
دون حراك ظل يحملق والأفكار تتوارد..
روحه التي خالجها القلق والتي لا تعرف السكينه هاهي تلاحق زحف الليل ..تتجول في العتمه مع عيون المساء التي ارتدت لونها الاسود بأناقه متناهيه ..وكعادتها راحت ترقب كل الاشياء .
بعيدا وخارج الظلمه وبعد أن تحول المكان إلى فسحه مضاءه بالنور ..فالقمر بدر والطريق واضحة المعالم ..
خطا بضع خطوات ..اصاخ السمع قليلاُ.. صوت يعلو ..تنساب الكلمات عبر النسائم.. تزيح وحشة الليل
( حبيبي بدو القمر ) فيروز وصوتها وعشقا” ابديا”
وحلم بات يحمله عبئا” لا يفارقه
أيعقل أن يكبر الحلم كلما كبرنا
صوت في داخله يقول حتى وإن كبر الحلم لا فائدة ترجى ليته بقي صغيرا” وبقيت أنا صغيرا.
يحدق في القمر طويلا ويطير خياله عابرا السهول والأوديه ..
المدن والقرى.. وسرعان مايصل إلى حيث هي ..
قلبه الذي لايخون بدأت خفقاته بالتسارع
صورتها التي أطلت أخذت تلاحق أحلامه وتستقر في خياله الذي بات مفتونا بها ..
أستسلم لحلم جميل ولأنه لم يعد يثق بالأحلام عاد من غيبوبته ..
محطات القلق والانتظار والحلم ورحلات الشوق ماعادت تجدي.
يخفت الحلم ويعلو صوت في داخله
يصرخ بكل مافيه من ألم
إليك أنتِ يامدينة السلام ..مدينة الأحزان يشدني الحنين بخيوط من وهم
يعيد الصرخات بصوت مسموع :
( لأجلك يامدينة الصلاة اصلي ..لأجلك يابهية المساكن ..ياقدس .. يامدينة الصلاة أصلي )
يمسك حجر .. يرميها في البعيد ..يتردد صداها مع الكلمات
(القدس لنا والبيت لنا وبايدينا سنعيد بهاء القدس )
أيّ بهاء سنعيده ..ومتى ؟
أقسم وسنقسم
وكم مره اقسمنا
أقسمنا اننا لن ننساها
أقسمنا ان لا ننسى شهدائها
أقسمنا لمحمد ..لأحمد ..لجميع الشهداء
فلأي أحمد ولأي محمد ..محمد الدره ..أم أحمد الأقصى ..
ألأحمد بعد المئه ..؟
أم محمد العاشر بعد الألف ؟
أيّ بهاء سنعيده والقلوب تفرقت..
والاوطان اغتيلت ..والنفوس وهنت وهانت ..
فأي بهاء وقد أصبحنا الأخوه الاعداء ..
فمن سيعيد بهاء القدس ..؟
فالقدس مازالت تنتظر ..
وبغداد تنتظر ..واليمن تنتظر ..وبنغازي تنتظر ….والكل ينتظر..
من سيعيد بهاء مدننا ..من سيعيد بهاء الأمكنه بعد أن دنستها الايدي الآثمه وبعد أن افقدتها سحرها.. معالمها ..وبهائها ..وردها ..وياسمينها ..
أبنائها وساكنيها ..
كيف يعود من مات ..من تشرد..من هاجر.
وحدها الحروب هي من تعود ..
من سيعيد المفاتيح إلى الأبواب المغلقه التي فقدت امكنتها ..جدرانها وأصحابها ..مصابيحه وأطفالها .
الكاتبة يارا ابراهيم- سورية