أدب وفن

شنطة سفر/ بقلم الشاعرة نسرين صايغ

شنطة سفر.

إلى أين تَأخُذينَني أيّتُها القصيدة؟
أَيَّتُهَا النهارات اَلْبازغة السعيدة في الرُّكْنِ اَلْأَيْسَرِ مِنْ لُغَتَيْ
المُشتاقة لِتُفاحة مُهجَتي، المُجنَّحة كالجِياد الصافِنات في سماواتي
أينَكِ مني يا مُنيتي
أينَكِ في حِلِّي ورحلتي أيا أصداء كناياتي بي فلتترفّقي.
دَوّخيني ببيتٍ من الشعرِ مريد كالحرير المُستبد بالأرق ولتَتَلطّفي.
أخبِريني عن معجمِ أعذارك دَثِّرينِي بنشيجكِ الحافي وَمَطِّطي لي الساعات
فَشَمْعَتِي سخية جدا والدمع لي خير مُدام!……فلتتَدَلّلِي!
اهزمي بحنانك قسوتي واسكُنيني هوىً فلا شيء بي إلّاهُ وإلّاي وهِلال شَرِيد كالطِفْل في المهدِ وَالسَّمَاوَات السَبْع عَصِيَّات عَلَى حِلْمي وَتَزَهَّد بِاخْتِلَاجاتِي!!
راقصيني هُنيهةً في بَهْوك المُشتهى حيث الشماعد أشدُّ فتنةً كالأقلام،
أَشَدّ حَذاقةً كالمرايا وهي تُحَملقُ بي وأقولُ ما أجملك!!
أشعليني بالبخور الخام بالتوت البري كقلبه المُغوِي كعقيق المساءات العنيدة وعجّلي لي كأس من أثير
للمشهد الأخير
لاااااااا بُدّ من مطر!
لا بُدّ من مطر!
رتّبيني في شنطة سفر!
على نارِ صبري المُعَتِّق لنكهة الأنفاس وَزَبِيب الحَكايا، أبجدية تُوحى فتُتلى وتنوء كنجم سهيل في وريدي.
أَثيرِيني فكرة من ريش المشاعر
كلّما دنوتُ مما ألفيتُ عليه حَدسِي صَحَوْتُ أعمق غفوة أطول يقظة غزالة تُلَبِّي الريح فتَسبق نداءاتي.
شكّليني شعرا من حليب البلابل
لأغْزل مِنْ طُهر اَلْمجَاز حَرِيرًا أَشفُّ
مِن قلبي أَرَقّ من اللِين أليَن من هشاشتي.
وكوُنيني غَيْمَةً غَيْمَةً لِئَلّا يَنْهَمِر اِسْمِي سُدًى ويَتَخَطَّفني نَدَاي! غنجٌ يُكابر
حِنّاء يَتَدللُ على واشمٍ
زغاريد في الريح
خلخال هائم
ووتر يُجَنُّ يَئِنُّ يجور يحِنُّ غَرور مسوّف ومدرار
وتيهي بي خدرا في عشب المسام في صهيلي الأبدي فالروح براري والبوح سماء.


بقلم: الشاعرة نسرين صايغ
لبنان/ استراليا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى