يا صاحب الوقت متى نراك ..؟ بقلم العلامة الشاعر حسين أحمد شحادة
يا صاحب الوقت
متى نراك ..؟
——
شكوت إليك الصدى
كان يميل عكس الشرق
وكنت أميل نحو هواك
فصرت غريباً ملء أمة
معجونة بصلصال الغيوب
وانتبهت
يا للعراق
يا المدى
يوشك أن تأتي
وتستدلّ النهاية على بدء بداياتها
في ظل طلعتك
وأنت فوق الظنون
كان لا بدّ من خفاياك
ومن خلو المكان
في تلك الفسحة من البهاء
ليظهر الأمر الجميل
وكان لا بدّ منك
لتنقيح الرؤية من غبار الزمان
عن الزمان
وانتظرت في الجهات المعتمة
لا لشيء إلاّ لأنني أضعت الطريق
وانتظرت طويلاً يا سيّد الأرق
لم يسلم التاريخ من جنون الخراب
فسبرت غور الضوء
وخلوت إلى سرّك فوف الفصول
واعتصمت بعطر الزهر الذي لا نراه
في عقم اليباب
لكنّ الخصب لم يشأ أن يفتضّ عروق الماء
لتنبت الحياة في القلوب وفِي العقول
ولَم يكن ثمة ما يشير إلى ظلمة المعنى
فأنهرت الغربة بصوت زينب
وأذنت للشمس أن تستريح قليلا
كيما يوافيك المسيح
شكوت إليك يا صاحب الوقت
متى نراك ..؟
أثخنتني طعنة الظلام
فحملت المصباح
لم ينتظرني الأقربون
ولَم ينتظرني الأبعدون
في كل نهر لذة للبكاء
بيد أنّ الوباء استحرّ
من وراء الينابيع فاستترت
لتورق الجذور بميم كاملة الوصف
فنضوت عني عبء الحبّ
وعبء الفراق
ريثما يتاح للأرض ابتكار المسافة
بين الوصل وعودة الروح
تحطّ عليك أحلامي فألبسها
وحان الكشف وحانت مشافهة الأزهار
لتلفت عرفان العشق إلى لغة الغياب
بنظرة أصفى من الحزن
ودمعة أنقى من حنين الجداول
في حلك لم يزل يناديك
في غمّة الوصول إلى عينيك
مولاي
مولاي
إنّ الأرض مقمرة
والعاشقون تحت أجفان الكرى
والعمر في وتر الفراغ
يشدّ أوتاري إلى المجهول
….
الشيخ حسين أحمد شحادة