ليسَ سراباً بقلم القاصة هند يوسف خضر-سورية
ليسَ سراباً
ليسَ سراباً إنّما نسمةً نديةً من الحبّ لفحتْ حرارةَ الخجلِ في وجنتيّ تماوجتْ معها خصلاتُ شعري المسكونةُ بالوجعِ في ليلةٍ تمّوزيةِ الّلونِ ملتهبةِ الملامحِ
ليسَ سراباً إنّما خيطاً رفيعاً من الأملِ انبثقَ من بين زوايا انتظاري الجاثيةِ على ركبتيها فوقَ جنباتِ حقولِ صدري المشبعِ بغبارِ تعبِ السّنينِ
ليسَ سراباً إنّما فصلاً من فصولِ أشواقِ القلبِ اخضرّتْ أوراقهُ فاحتْ أنسامهُ فوقَ كأسِ الزّهرِ الذّابلِ منذُ أكثرَ من ربيعٍ بينَ تعاريجِ شفاهي
ليسَ سراباً إنّما حكايةً ممنوعةً من الصّرفِ دخلَ سلطانُ الغرامِ في حالةِ سباتٍ شتويّ ريثما يعلنُ الكونُ فرحةَ ولادةِ الشّمسِ من خاصرة ِسمائي بعدَ لوعةِ عقيمةٍ
ليسَ سراباً إنّما أيقونةً من الدّواءِ لنفسي الّتي تماثلتْ للشّفاءِ تحتَ لسانِ الوقتِ التأمتْ معها جراحي الّتي أدمتْ رخامَ أضلعي أنقذتْ خفقانَ مهجتي من الاضطّرابِ
ليسَ سراباً إنّما لوناً من ألوانِ الطّيفِ بزغَ من بينِ ثنايا خصري النّحيلِ استدارتْ كواكبكَ حولهُ لمعَ نجمكَ فوقَ بارقِ ثغري الملتهبِ من حرارةِ لهاثي المختبئِ خلفَ جنونِ الرّشفاتِ
ليسَ سراباً إنّما حلماً استعارَ من البنفسجِ لونهُ ألقى بعرائشهِ فوقَ ظلالِ رموشي الغارقةِ في خوابي النّعاسِ رشقَ وجهي بماءٍ من لجينٍ استفاقتْ معهُ أحلامي الرّاقدةِ على شرفاتِ الّليلِ
ليسَ سراباً إنّما ترنيمةً من تراتيلِ الصّلاةِ في محرابِ كنائسِ عشقي استرقتُ السّمعَ إليها على ضفافِ القمرِ سافرتُ مع صداها إلى آخرِ بقعةٍ في روحي نامتْ حناياها بسلامٍ
ليسَ سراباً إنّما جوهرةً سطعتْ في عمري كنجمٍ تائهٍ وراءَ السّحبِ ذابتْ حبيباتها تحتَ حُليماتي الذّوقيّةِ تحلّلَ طعمُها الحلو في فمِ المسافاتِ الذّاهبةِ للتوّ إلى بلادِ الرّغباتِ
ليسَ سراباً إنّما كرةً من لهيبِ النّشوةِ مغمّسةً بقطعةِ حنينٍ في قعرِ قلبي أمسكتُ بها وكأنّني التقطتٌ العالمَ بينَ يديّ ارتطمتْ بجدارِ الواقعِ سقطتْ سهواً من بين أصابعي النّازفةِ عطشاً .