أحمد الله… أنني/ أدب / بقلم الشاعرة سناء شجاع

أَحمدُ الله …أنّي لستُ منْ جيلِ الأظافرِ المركّبةَ، ولستُ منْ جيلِ الشِّفاهِ المنفَّخةِ، ولستُ منْ جيلَ المُقتنياتِ لخادماتٍ تمسحُ الغبارَ، لأَن بكحلةَ عينٍ منشغلةٌ ،معَ كلّ تقديرٍ ومعزّةٍ ..
.
أنا منْ جيلِ مكواةِ الفحمَ، واعتمادِ اليدِ والصّابونِ لغسلِ الثّيابَ، وجيلِ الجرارِ الملأَى تعبئةً بماء، وجيلِ الخياطةِ بلا ماكينةِ الخياطةِ، وجيلِ السّهرِ مع ضوءِ شمعةٍ، وجيلِ الأملِ المنتظرِ، وجيلِ اللّيرةِ المفقودةِ، وجيلِ نشراتِ أخبارٍ تعلنُ عن لقاءٍ لوقفِ إطلاقَ النّارِ ،وجيلِ المدارسِ المعلّقةِ والمستأنفةِ.
انا منْ جيلٍ كدَّ كَقَد .. ” قدَ ” تفيدُ الشكَّ أو اليقينَ. أنا من جيلِ ال ” الخمس قروش ” ، و ” الرُّبع ليرة ” ، و ” النّص ليرة “، من جيلِ البهجةِ لشراءِ دفتر ال ” Five Subjects ” ، من جيلِ البهجةِ لشراءِ ثوبٍ على العيدِ وحذاءٍ يدلِّلُ أقدامَ الخطوةَ.
انا منْ جيلِ ” إذَا الشَّعبُ يومًا أرادَ الحياة “، و” سنرجعُ يومًا إلى حيِّنا ..، و” أعطَني النَّايَ وغَنِّ…” ، وجيلِ الحبِّ المنشودِ لفقرٍ محبوكٍ، وجيلِ الابتساماتِ الشّاحبةِ، وجيلِ السَّيرِ مسافاتٍ ومسافاتٍ لعدمِ توفّرِ آلةِ سيرٍ مساعدةً ، وجيلِ القلوبِ الطَّيِّبةَ واليدِ السَّخيِّة …وجيلَ الزّمنِ الضّائعِ لإطعامِ جائعٍ ، والغاراتِ والقذائفِ والحواجزِ والارتهاناتَ والخضوعِ لمخاوفَ وقراراتٍ مرتهنةٍ تخريبيَّةٍ.
انا منْ جيلِ وطنٍ يبحثُ عن وطنٍ، عن ولاءٍ الإنتماءٍ، لا قسمًا بِ… مقابلَ بعضَ وعودٍ وفضَّةٍ. أنا من جيلِ الانتظارِ الجميلِ، والصَّبرِ الطّويلِ، والحلمِ الدّائمِ الضَّوءِ المنبعثَ من مساحةً لا تتعدَّى نجمة.
أنا من جيلِ العمرِ البائسِ، والدَّورانِ في دائرةِ الدَّورانِ بحثًا عن نقطةِ ارتكازٍ لارتكازٍ ، من جيلِ الغاراتِ الجويَّةِ، واسلحةَ الأزيزِ ، والرّملِ اكياسًا حمايةً من الشّظايا الانشطاريّةِ .أنا من جيلِ شاشةَ الأبيضَ والأسودِ، و” غريندايزر” ، و ” زينة ونحّول” ، والتّسمّر مساءً أمامَ شاشةِ ” ألوو… حياتي ” و ” الأخرس ” وإطلالةِ عرفات حجازي، ونهى الخطيب سعادة، وغابي لطيف الجميلة…