أدب وفن

بين شغفين…/ قصة قصيرة/ بقلم القاصّة سمية تكجي.

تعودت أن اكافىء نفسي بلفافة تبغ قبل أن أبدأ حصة الرياضة على دراجتي الهوائية …كأنني امارس العدل بين شغفين…
مددت يدي لالتقط الولاعة لكنني لم أجدها في مكانها المعتاد ، بدأت رحلة البحث عنها في السيارة تحت المقاعد و فوقها و في حقيبتي عدة مرات و في كل مكان تطاله يدي في هذه المساحة الضيقة ، عدت و بحثت مجددا في الحقيبة و لم أجد الولاعة …كم وددت في هذا الوقت ان أصطحب علبة تبغي العصرية و اسافر عبر الزمن الى عصر الانسان الذي اخترع النار كي اشعل لفافة التبغ …أصبت بالخيبة و استسلمت للأمر الواقع….. نصحني صديقي ممازحا …ما عليك سوى أن توقفي السيارة في وسط الطريق و تطلبي على الملأ ولاعة…!!! فكرت بالأمر و لكنني اجترحت وسيلة أخرى أخف وقعا و أقل ضجيجا، عندما لمحت من مسافة قريبة رجلا يحمل في يده قداحة مشيت قليلا نحوه فإذا به يفتش في جيوبه… مررت من أمامه بهدوء و سألته أن يعيرني الولاعة فاستجاب سريعا و تنفس الصعداء طالبا مني بخجل لفافة تبغ لأنه يبدو أنه أضاع علبته …قلت له طبعا …بكل سرور…!!!
فتحت العلبة فإذا بالقداحة في داخل العلبة هذا الشيء افرحني جدا لكن الشيء الآخر السيء أن علبة التبغ لم يكن فيها إلا لفافة واحدة….اعطيته اياها على مضض …ثم ذهبت إلى دراجتي الهوائية و بقيت لمدة اربعين دقيقة أقودها اي بزيادة عشر دقائق عن الوقت المعتادة عليه…
توقفت و بينما انا اتناول هاتفي من الجعبة الأمامية للدراجة و اذ بي أعثر على علبة تبغ مليئة …لم ينتابني أي شعور ، لدرجة أنني تعجبت من نفسي …!!! اخذتها …نظرت إليها مليا … وضعتها جانبا قدت سيارتي بصمت فضولي و ألف سؤال…. !!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى