أدب وفنمقالات واقوال مترجمة

ماريو بينيديتي/ مطالعة موجزة و قصيدة

ترجمة /سمية تكجي/ المصدر/ actualidad

عبارة شهيرة لماريو بينيديتي قال فيها “سعادة اليوم هي ذكرى الغد ” ماريو بينيدتي كان بالأمس أدبا و لكنه ما زال اليوم في صميم الأدب و لم بصبح ذكرى ….
ماريو ببنيديتي mario benedetti هو من الأدباء الذين تركوا بصمة واضحة في أمريكا اللاتينية و كذلك خارج حدودها، هذا الاوروغواني الذي اثرى المكتبة الإسبانية بما يقارب الثمانين اصدار، كتب في كل الأنواع الأدبية و كان يبدع في كل نوع أدبي، كتاباته تتميز بالبساطة و لكنها في الوقت نفسه مثقلة بكل الإنفعالية و السحر على القارىء. قيل فيه : ماريو بينيديتي جعل من الصعب تصنيف الكاتب ، لأنه أبدع في كل نوع أدبي مارسه، عبر التجربة المكتسبة في الآخرين.
من السمات التي تتميز بها نصوص بينيديتي، التجسيد و إحياء الصورة ، و مسرحة الفكرة و الغلو . إدخال الحياة اليومية و حيوات الآخرين في نصوصه، و كانت تبدو في موضاعاته و أبطال اعماله الأدبية ، صريحة تارة و مضمرة تارة أخرى.
يستعمل الكثير من المفردات المحلية في اللغة كي يقوي أواصر الصلة مع القارىء،،كما أنه كان يخلط الفكاهي مع المثير للشفقة كما في الكوميديا السوداء , و يجعل من القصيدة أداة ليثير الإشتباه كي يمسك بانتباه القراء في أعماله الأدبية اللاحقة…و لا تخلو قصائده من لمسة سوريالية متفردة و تخص ماريو بينيديتي وحده .
قصائده كانت تخلق نوعا من التأييد و إلالتفاف بين القراء من جميع الأعمار لما كان فيها من الالتزام الأخلاقي و السياسي و لكن اذا قاربنا فقط هذا الجانب من السمات نكون قد بخسنا الكاتب حقه و كانت تحليلاتنا مجتزأة ، فأعمال الكاتب تتصف بالبعد الفلسفي الوجودي و تتناول ما بين السطور كثيرا من الإشكاليات على الصعيد الاجتماعي و النفسي و الديني
نطل على قصيدة من أجمل قصائده
Pasatiempo- هواية – مرور الزمن
كنا اطفالا
ابن الثلاثين
كان عجوزا بعيوننا
بقعة الماء تعني لنا المحيط
الموت البسيط غير موجود
شبابا…
ابن الأربعين عجوز
ونحن في بركة الماء
نسبح في المحيط
و الموت… فقط مجرد كلمة
تزوجنا
وأمسى العجوز بعيوننا ابن الخمسين
البحيرة هي المحيط
و الموت شيء يخص الآخرين
ونحن اليوم كبرنا
ووصلنا إلى الحقيقة
اخيرا أصبح المحيط
هو المحيط
ولكن الموت …
بدأ يخصنا نحن

هذه القصيدة تستعرض مراحل العمر في حياة الفرد ،طفولة، مراهقة، نضوج، شيخوخة ، تجسد حالة الوجود عند الإنسان من الطفولة إلى الشيخوخة وترصد تطور النفس و الإدراك لديه مع مرور الزمن ، و هي تبدو بلسان رجل متوسط العمر ترك وراءه سذاجة الشباب اليافع، و موسقها بأجواء تلامس حقيقة الحزن…
المصدر : actualidad
ترجمة و اختيار سمية تكجي

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى