أدب وفن

نعمة الكتابة/ بقلم الكاتب ناصر شرارة

نعمة الكتابة

اجمل شيئ في الدنيا الكتابة.. حينما كنت طفلا واسترق النظرات لوالدي في طلعات الفجر وهو يعدو بانامله على الورق، راقصا على ايقاعات موسيقى الخليلي، كنت اخاله طفلا مثلي، ويغمرني الاحساس بان عمره يهرب الى عمري ، وان فرحه يملأ فرحي… وكلما اكتب حرفاً، ينعكس مداده دمعة في عيني، وظلا لصورته داخل احداقي..
ان نزعة الكتابة عندي تعود اليه، كما نزعة الحب عند اوديب تعود الى امه.. واكاد اقول ان الكتابة اجمل من الحب، وربما كانت هي الحب ذاته.. لم اعرف امرأة ترقص على رؤوس اكعابها، على صفحة قلبي، كما يفعل القلم، او كما تفعل ،الآن، رؤوس اناملنا المسحورة، فوق مداسات الحاسوب..

كلما نكتب، كلما ذهب العمر بنا الى اخر تجربة الحياة.. ثم عاد ، بنا، بسرعة موج البحر الى اول الشاطئ..
ليس هناك اجمل من هذا الركض المجنون داخل حدائق مخيلتنا.. نخب على الورق كأحصنة تعود من فتوحات منتصرة.. وكانثى تتوه فوق الشراشف البيضاء والزرقاء، وكنورس يسابق المسافة كعداء افريقي

حينما قرأت نزار قباني، مرةً، يقول : الكتابة هي حريق في الغابة، احسست ان النار تعود لتصبح الهة من جديد.. وأيقنت فعلا ان الغابة تصبح اجمل عندما تحترق.. وان الحياة تصبح اروع عندما نكتب …

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى