“أرواح” و “الناي ” قصيدتان للشاعر عصمت حسّان
أرواح
سدّدْ خطاكَ
لتستقيمَ رماحُــــكْ
وانظرْ لأعلــى كي يسـودَ جناحُكْ
واسْـقِ الدوالي الظامئاتِ
قصـائداً
لتصيرَ نشــوةَ من تشـــا أقداحُكْ
لو أنّ بدرَ الكونِ
قرّرَ ينطفي
سيزيلُ أشواكَ الدجى مصباحُكْ
ثبّتْ يديكَ على الجذور
وهزّهــا
تعلُو على سطر الرياحِ أقاحُــكْ
واصدقْ مع الأزهارِ
تحصدْ عطرَها
ويصيرُ تاريخَ الزهورِ فواحُكْ
إنْ جارتِ الأيامُ
قفْ فوقَ الأذى
حرفاً نبيلاً كي يزولَ نواحُــــكْ
وامنحْ صغارَ القمحِ
قلبكَ نورساً
وسنابلاً
كيما تهبّ رياحُــكْ
لو يغدرُ الغاوونَ
كنْ أصلَ الوفا
لا بدّ يصدحُ بالضياء ســماحُكْ
كم أنتَ روحٌ في العطاءِ
عتيقةٌ
ستعودُ لو تغفو الدنى أرواحُكْ
—— ——– ——– ——-
الناي
توضأْ بالمحابر كلّ فجرٍ
وصلِّ الشّــعرَ
في كلّ المسايا
وخلِّ القِبلة الأسمى
قلوباً
وقلْ إنّ القصيدةَ منتهايا
وجاورْ شعلة الأشواقِ
تَبْرا
لتلقَ الدفءَ في كلّ الحنايا
وإنْ ضيّعتَ للملقى
وجوداً
فجرّب أن تراها في المرايا
ولا تعذرْ وروداً
لو تناءتْ
فإنّ العذرَ يمعنُ في الخطايا
وقلْ يا ظلُّ سابقني
لأنجو
وقلْ يا شمسُ كوني في خُطايا
فإنّ الدربَ لو داريتَ
فخٌّ
فصّفِّ الروحَ كي تسمو النوايا
وكنْ نهراً
وأشجاراً
وطيراً
وكنْ لو خابتِ الآمالُ نــايا
يمرُّ العمرُ
لا جدوى ونفعٌ
فلا تندمْ
ولا تهتفْ عسـايا
—– ——– ——- ————
عصمت حسان رئيس منتدى شواطىء الأدب بشامون الضيعه