أدب وفنمقالات واقوال مترجمة

كتّاب عالميون تأثروا ببورخيس…!!!

ترجمة / سمية تكجي/ المصدر / peril.com

كتّاب كبار تأثروا ببورخيس
نستعرض في هذا المقال الكتاب الكبار الذين تأثروا بأعمال بورخيس الأدبية .

بورخيس لم يحصل على مجد الأدب فقط في بلده الأرجنتين بل في العالم أجمع و كتبه المختلفة , ترجماته و قصائده حصدت شهرة عالمية . ليس مستغربا أن يتأثر به كتّاب كبار من أمثال اومبرتو إيكو و فوكو .


كيف نشر بورخيس القصة الأولى لخوليو كورتاسار


كورتاسار الذي ولد في بلجيكا من ابوين ارجنتيين مثّل الأدب الإسباني لمدة طويلة من حياته و قد ادخله في أعماله التي نشرها في العالم و خاصة في فرنسا .
الطريف هو كيف نشر كورتاسار القصة الأولى و كيف كان يعود الفضل فيه إلى بورخيس حيث قال كورتاسار: في نفس الأسبوع الذي ارسلت فيه قصتي ” الاستيلاء على المنزل ” قال لي بورخيس:” سأقول لك شيئين، الأول أن القصة في المطبعة و خلال يومين سوف تحصل على النسخ ، و بالنسبة للرسم التوضيحي فأنا عهدت به إلى أختي نورا . ” و ما جاء على لسان بورخيس أعلاه، قد كتبه و تم توثيقه في كتاب المؤلف فرناندو سورينتينو ” سبعة أحاديث مع خورخي لويس بورخيس”
أما كورتاسار و ما الذي يشده و يلهمه في كتابات بورخيس فأضاف:” أنا كنت وكل يوم سأكون صارما جدا و شديدا جدا امام الكلمات و هذا الشيء يعود الفضل فيه لقراءاتي لبورخيس
عندما قرأت أعماله وجدت نفسي امام لغة ليس لي أدنى فكرة عنها .
كما أردف ” تعجبني روح الدعابة عند بورخيس فهي تمتلك جذورا انغلوساكسونية و عندما يقولها يطوعها فتخرج ارجنتينية باحلى حلة … اجد تقاربا في روح الدعابة بيننا و تجعلني أعجب به أشد و أكثر.


كيف الهم بورخيس فوكو في كتابه ” الكلمات و الأشياء”

فوكو عالم النفس، الفيلسوف و عالم الاجتماع و كاتب الروائع الأدبية اعترف أن بورخيس هو من الهمه…” الهمني بورخيس حين كتبت ” الكلمات و الاشياء” .
لقد ولد هذا الكتاب من نص قراته لبورخيس، و من ضحكته المدوية التي تهز فينا كل الأشياء ، فكرتنا المألوفة، جغرافيتنا، و كل المساحات المرتبة و جميع الخطط المسبقة …!!! بقراءته يحفزنا لنقلق و نتردد إزاء المكرر لآلاف المرات ازاء الشيء نفسه و الشيء الآخر . هذا ما كتبه فوكو في مقدمة كتابه ” الكلمات و الأشياء ” في تلميح لكتاب بورخيس ” اللغة التحليلية لجون ويلكينز ” .
هذا النص جعلني اضحك كثيرا لكنه ضحك تزامن مع احساس عميق بالضيق صعب علي التغلب عليه . ربمالأنه حمل بين ثناياه الشك بأن هنالك خلل أسوأ من التناقض و التقارب من الذي لا يكون مناسبا …

شخصيات في كتاب أمبرتو إيكو مستوحاة من بورخيس


شخصية في كتاب اومبرتو ايكو مستوحاة من بورخيس
عالم الأحياء، الفيلسوف،و الكاتب الإيطالي أومبرتو ايكو عبر كثيرا عن اعجابه الشديد بأدب بورخيس و خاصة بكتاباته في الخيالات ficciones و قد دهش كثيرا عندما قرأه بالإيطالية و قد قرأه أيضا على مسامع أصدقائه.
في احد كتبه ” اسم الوردة” أشار إلى بورخيس حيث سمى الكاهن بإسم بورخيس و حتى انه أضفى عليه مميزات من شخصية بورخيس و قد قال انه أحب فكرة أن يكون مدير المكتبة رجلا اعمى و قد ادخل أسماء أصدقاء بورخيس في الرواية كشكل من أشكال التكريم لهذا العظيم .
من ناحية أخرى سلط أومبرتو ايكو الضوء على ميزات الكتابة عند بورخيس التي تجلت في اختراع لغات وهمية . مثلا بورخيس اعترف انه لم يقرأ سوى جزء قليلا من الدراسة التحليلية لويلكنز في الموسوعة البريطانية ،مع ذلك عرف و بعمق ما هي مشكلة ويلكنز ، من هنا يمكن القول أن بورخيس كان استثنائيا بامتياز، كان يخترع كل شيء ، كان يخترع الواقع .


أورهان باموك سفير بورخيس في تركيا


تأثير بورخيس لم يكون محدودا ضمن جغرافيا بلده بل تجاوزه إلى العالمية و الأماكن البعيدة ، تأثر به كتاب عالميون و احدهم التركي اورهان باموك، هو الذي أعجب دائما بكتابات مؤلفين أمريكا اللاتينية و خاصة بورخيس و قرأ له “مكتبة بابل” و قد زار فيما بعد بيونس آيرس لكنه أصيب بالخيبة لأنه لم يجدها كما تخيلها عبر كتابات بورخيس .
قال اورهان : ” تعلمت من بورخيس توسيع آفاقي الفنية و التعرف إلى ميتافيزيقا الأدب و ما بعد الحداثة ،عندما قرأت بورخيس تحررت من أن أكتب كبلزاك و ديكنز.
و قد تعلمت أيضا بالعودة إلى بلدي تركيا أن أكتب عن التقاليد و الثقافة بشكل مختلف حداثي و علماني .
من ناحية أخرى ، جعله هذا أيضًا يفكر في الأدب في بلده الأصلي: “تعلمت ، في فترة من حياتي عندما اكتشفت الثقافة التركية التقليدية بمنظور مختلف ، أن أستخدمها في سياق علماني وما بعد حداثي وتجريبي. ولكن. دون أن تفقد روحها “، الأشياء التي تنعكس في قصته” الكتاب الأسود ” يتجلى فيه تأثره بأسلوب و ميزات بورخيس في الكتابة .

الشيء المهم الذي جعل من سلمان رشدي كاتبا بفضل بورخيس


الكاتب البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي صرح بحبه العظيم لبورخيس ، حبٌّ نبت و كبر في كلماته بعد الشيء الذي حصل و كان موجزا لكنه مهم جدا ، و هذا الشيء حصل بعد أن قرأ سلمان رشدي كتاب بورخيس ficciones في المكتبة العامة . فتح لروحه و فكره هذا الكتاب بابا سحريا و اوصله إلى أماكن ما كان ليصل إليها لولا قراءته .. و أخيرا بفضله تقرب من الأدب و انغمس في عالمه… نعم و هكذا وصف سلمان رشدي حين قال :”بورخيس هو أول من أثر فيَّ و الهمني للكتابة .. هو صوت فريد ،مدهش،مختلف ،و شديد السطوة و هذا ما ننتظره من الكاتب أن يكون هو نفسه

و كما الحال مع باموك فإن سلمان رشدي يمتلك احتراما كبيرا لهذا العظيم و كان يحلم أن يلتقيه و لكن الحظ لم يحالفه، لذلك يرغب بشدة التعرف إلى مكتبته و كتبه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى