أدب وفن

باقة قصائد / بقلم الشاعر د. رجب شعلان

سفر في نفق الحياة

كفاك نصحا واسمعي ما اقول
انا لا اخشى الردى
فهو قادم مهما يقصر العمر او يطول
تعالي نعيش حياتنا حبا
فالعشق في جسدي يجول
تعالي فحناني لك من جواهر الاصول
انا يا امراة قررت ان اسافر
في نفق الحياة بما فيه من مخاطر
هل ترافقيني سفري في نفق الحياة
هو نفق طويل ليس له اخر
انتي وانا نضيئه حبا وحنانا
ونملؤه نشوة وهياما
كلانا ينشد الحب الحانا
كلانا يملء الوصال غراما واشجانا
اعرف يا سيدتي انك تسعدين
ولوصالي تحنين وتشتاقين
لا تتكلمين
سفرنا يا حبيبتي بمفردنا قد يطول
موحشا نفق الحياة حين يسوده السكون
في ترحالنا هاتي ما عندك من جنون
وخذي كل ما يحمله حبي من جنون
انا شاعر يهوى المجون
واعشقك لانك من ضلعي كل يوم تولدين
واعشق كل ما فيكي دون ان تدرين
احبك
ليست كافية
احبك بلا مساحيق ولا تجميل
اعشق وجهك بكل التفاصيل
بثغر على ضفتيه اقحوان وسعف نخيل
وعيون فيها من الوان الربيع
كيفما التفتي ارى الشفتان تبتسمان
فيهتز بصدرك اهرامان
من مرمر مزين بدوائر الاقحوان
وقمتان
لا تلتقيان
الا متى شاءت يدايا جمعهما والشفتان
اراك في نشوة الحب تذهبين
تغفو عيناك على وقع الانين
فيزداد شوقي وعطائي والحنين
ننسى اننا في نفق الحياة مسافرين
وننسى العتم والسكون الحزين
لاننا نملأ نفقنا بالحب والنشوة والحنين

. احاسيس شهيد لحظة الاستشهاد

يقاربني الرحيل
موج عال يلطم راسي
تسحبني البرودة الى المجهول
هناك يرقد معلوم الخبر
امشي بارادتي في ليل طويل
تتوقف الشمس عند ارصفة القبر
لا اهازيج ..لا اغان ..لا مواويل
اعرف ان موعدي حان مع القدر
تعالوا الي حاملين سعف النخيل
وباقات ورد واوراق غار منسقة باكاليل
قد اجد فيها ما يوازي رحيلي البعيد
بين ثنايا الارض والوحل الصخر
انا يا امي ما عشت عيشا رغيد
ولا الافراح عمت ليلي البليل
وسافرت الى اللارجوع بحكم القدر
يا فلسطين
يا امي ان قدٌر لك ان تبكي شهيد
ابكي دمعتين
دمعة لعشرة الامد الطويل
ودمعة على فراقي المنتظر…

نداء الأرض

كعوب الليمون في يافا مجللة بالاقحوان
مصانع الصابون في نابلس عطرت بالبيلسان
وسفوح المكبر والخليل لوٌنها الارجوان
في فلسطين تبقى النهارات على حدود الغروب
وتتوقف الشمس عن الدوران
كل.الساعات فلسطين
كل الايام والاشهر فلسطين
كل السنوات والازمنة فلسطين
في فلسطين تتعاقب الاجيال والحجارة
ترسم فجر الحرية بالالوان
سلام لفلسطين من عاشق يهوى الفداء
سلام للقدس جامعة الانبياء
سلام لمدينة المدائن منتهى الاسراء
سلام لعاصمة الارض بوابة السماء
على عجل تناديني ارض الديانات
ان هبٌ يا ولدي ولبي النداء
قد باعني بنو جلدتي من الاعراب
وساقني الجلاد الى المقصلة الحدباء
غير انني يا ولدي ولٌادة بلا ملل
واجيال المقاومين تاتي على عجل
اجيال تعقب اجيال للفداء
يا ولدي لا تسافر
لا تتركني وتهاجر
لا تدعني وحيدة لعدو جائر
يا ولدي خذ بيدي
ارفع رايتي بعز وكبرياء
انا القدس رمز العنفوان
انا ام الاسرى
انا ارض الجرحى
انا عاصمة الشهداء
انا بوابة الارض الى السماء
لا يدخل معراجي الا كل مناضل
غرس تحت كروم زيتوني الدماء
لا يدخل معراجي الا كل شهيد
انجبته ارضي وردا وحرية حمراء

اقتلوني

اقتلوني كل يوم
انا يوم ولدت اسموني شهيد
اقتلوني متى فكرتم بقتلي
فانا اولد كل يوم من جديد
لا يهمني ان سقطت في الساح
ميداني الشوارع والحارات والبطاح
ورحم امي يرفدكل عام الساحات
بابطال سلاحهم المقلاع والحجارة
وعصي واطارات وقضبان من حديد
عربي انا فلسطيني القضية
ودمائي تسري في شراييني عربيه
تعزف صرخات الغضب لتصبح نشيد
صباح الخير يا وطني العربي التليد
جبينك مرفوع واخي لم يدفن بعد
بالامس سقط على ارض القدس شهيد
قررنا ان نودعه بزغردة الرصاص
ففي الغد تولد زوجته ابنه البكر
ستولد مقاوما كما كان ابوه واسمه شهيد
اقتلوني متى قررتم
فارحام نساؤنا تولد الف شهيد
اقتلوني فرصاصكم ومدافعكم
تجعلني اكتب بدمي تاريخ مجيد

.    الشاعر الدكتور رجب شعلان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى