سأبقى هناك/ محمد حسين
سأبقى هناك
سأبقى هناك
عند كلّ زواية من أعمدة الوقت،
قرب وجه الصّباح الغافي فوق سلالم المُشتهى
أبحث عن قطعة زجاج من الحقيقة
سأبقى هناك
أُفكّك تلك الكلمات الّتي حوّلت التّراب في طرقاتي إلى حديقة من انفجارات الحنين
والمسافات في يدي إلى كومة من أوراق العشق الرّاجفة
سأبقى هناك
ألثم شفاه سنابل القمح الّتي أغرقتني في صندوق خاصرة الأرض
وأبقتني في رحم الفجر أبحث عن نوافذ وطن
سأبقى هناك
بين خصلات شعرها المتساقطة على كتف الماء
لأكتب على جلد التّاريخ بعضاً من أحاديثنا
سأبقى هناك
أربّت على كتفها عندما تنام المدينة الصّاخبة من هدوئها
أُمسِكَ بيديها من جنون الفراغ وأُعِدّ ما تيسّر لي من خطوات الّلقاء
سأبقى هناك
أمسح دمعتها النّازفة فوق جبال القدر المعاكس
لأنّ المياه الّتي أعرفها غيّرت لونها من شدّة الوداع المتناثر
سأبقى هناك عند حقول تصافح وجه طفلين فوق جسر الّلهفة وتنتظر المطر.
محمد حسين كاتب وقاص فلسطيني.. سورية