أدب وفن

عدتُ نصف كائن/بقلم الشاعر محمد زينو شومان

عدتُ نصف كائن

لا أحسنُ التلفيقَ
كم يأخذني الشعرُ إلى خلافِ ما أنوي
وكم يأخذني المعنى إلى غير هدفْ
أخفقتُ في تدجين نزوتي التي ورثتها
من حقبةِ الشبابْ

كم تهتُ عن مآربي
وضعت كالكفيف بين وجهتي نظرْ
وطالما عثرت بين خطوتينْ
وطالما علقتُ كالضلّيلِ في حبائل التأويلِ والمخاتلهْ

أقول لي : حاول كأنْ لم تشته النساءَ كالرجالْ
ولم تقلّد الغرابَ مرّةََ
في دفن سوءاتكَ والعيوبْ
وكيف لي أن أتفادى عثرةَ الماضي
وما تخفيه لي هذي الحياةُ من شَرَكْ؟!
عذراََ لكم أخطأتُ في التفسيرِ!
كم خسرتُ من رهانْ!

عجزت عن ترويض أعضائي التي
تلحفُ في العناد والنكدْ
لم أستطع تقليمَ أوزاري وقد تعاظمتْ
هويت من أعلى سلالمِ المخيّلهْ
مهشّمَ العظامْ

لربما لم أتّعظ مستهزئاََ بقوّتي
ببصري الكليلْ
وربما غاليتُ في الضلال والخطيئهْ
يا ويلتي
أكلّ هذه الحروب خضتها سدىََ؟!
فعدت نصفَ كائن أجرّ خلفي جسدي
وخيبةََ مكسورةَ القرنينْ

أثَمّ من خيانةٍ مجهولةٍ؟
أخنتني؟ ما لكَ لا تنصت لي؟
تزورّ عنّي محجماََ عن استغاثتي
كأننا لسنا قسيمي بدنٍ ولا كساءْ

أوّاه كم أوقعني اليراعُ في حَرَجْ!
ما بين رفضٍ ورضا تفرّق انتباهي
وأصبحت جوارحي ترتاب بي
حتى ولو ألقمتها الصدقَ بملعقهْ

فكلما استدركتُ ما فات من الزلَلْ
كذّبني الطبعُ القويمُ مرّةََ ثانيةََ..
وعاشرهْ
لأنّني لا أتقنُ التمويهَ والمناورهْ

لبنان _ زفتا في 2022/10/29
محمد زينو شومان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى