شمس البيوت/ بقلم الشاعر عصمت حسّان
كلنا نموتُ، أو أننا موتى، وحدها القصيدة تحمل شاعرها دائما إلى الخلود
شمس البيوت
ومن لا يموتُ
يقولُ المغنّي
وهذا الترابُ كتابُ الرحيلْ
فصبراً على العمرِ
صبراً جميلْ
وكم كنتُ أشدو انهمار المنافي
وأكتمُ بالشعرِ
جمرَ القوافي
وأخفي عن الفجرِ وجهَ القتيلْ
وقال المغني :
كأنّ الذي قالَ قد قال عنّي
ومن لا يموتْ
نموتُ جميعاً بهَولِ السكوتْ
وإنْ أستعيرُكَ للتوّ مني
أزاهيرَ دفلى
وورْقةَ توتْ
فإيّاكَ أعني
لأنكَ آدمُ قبل الهبوطِ ، وقبلَ التجنّي
وأنكَ يوسفُ والبئرُ دنّي
ويونسُ يهمس في جوفِ حوتْ
تهدُّ العوالمَ شعراً وتبني
ومن لا يموتُ
وهذا الترابُ كثيراً يجوعْ
وهذي الضلوعُ رغيفُ الحياةِ
وهذي الدموعْ
مسيلٌ من القهرِ رغمَ الربيعِ
ورغمَ الضياء
ورغمَ الشموعْ
عرفتكَ تروي العطاشَ نبيذاً
وتعطي الجياعَ موائدَ عشقٍ
وخبزاً شهيَّ الشفاهِ
وشهداً لذيذاً كريمَ السطوعْ
عرفتكَ تحرثُ في القفر شعراً
وتلقي البذارَ حنيناً
ونبضاً
ترمّمُ بالحبّ كلَّ الصدوعْ
عرفتكّ تمشي على الماءِ روحاً
عواصفَ عطرٍ
كأنّ المياهَ سطورُ القصيدةِ
تنقشُ فيها حقولاً
وبدراً
وشمساً تجيدُ الرجوعَ الرجوعْ
وترفعُ رأسَ القوافي
حِراباً
جبيناً من العزّ فوقَ السحابِ
وتتلو المآذنَ طيراً
فَراشاً
وتتلو الفواتحَ عند يسوعْ
عرفتكَ في الأرضِ
جذعَ نخيلٍ
وشجْرةَ أرزٍ
تصارعُ عتمَ الطغاةِ بشمسٍ
وتأبى الخضوعْ
عرفتكَ حرفاً تقيَّ الفداءِ
ويأبى الركوعْ
ومن لا يموتُ
ومن لا يموتْ
أظنُّ الجميعَ يموتُ وتبقى
القصيدةُ شمساً بعتمِ البيوتْ
—- ——- ——- ———- —–
الشاعر عصمت حسان رئيس منتدى شواطىء الأدب بشامون الضيعه