أبحثُ عن خوف/ قصة قصيرة/ بقلم الكاتبة سمية تكجي
أنتَ ذكي جدا ….لكن ذلك لا يكفي كي لا تخاف …و تعرف الحقيقة جيدا …لكن ذلك لا يكفي كي لا تخاف …
لحظات معدودة كافية لتصبح كل ما فيك ابكما… كي يهبط عقلك ليصبح دون مستوى قدميك … لا وجود لمن نتفاوض، معه …لا مكان للمناورة…سوى أن تذهب إلى أقصاك المجهول ، المخيف الذي لا تعرفه……
نعم ،مجهول ، شيء فوق حدود فهمنا يهددنا…
أمي لا تهزي السرير بعد الآن …
هذا الخوف يفرغ كل القوالب من الإنسانية ..!!!.
لا تهز الغصن أيها العصفور
هذا الخوف يزعزع ثقتك بجناحيك…!!!
اليوم التقيت زينب
سألتها: كيف حالك ؟ ماذا حصل معك ؟ ماذا بعد الزلزال
ابتسمت زينب و قالت بكل ثقة …
قمت ثم صليت ثم نمت …!!!
و عن الخوف ؟
- يا صديقتي لقد أصابني صاروخ في الحرب الاهلية و طرت لعدة أمتار و تمزق جسدي بالشظايا …فكيف يخيفني الزلزال …!!!
كلامها اصابني بالذهول…هل علاج الخوف هو خوف أكبر ، و أحسست نوعا ما بالتمني…ليتني لو كنت من عداد المصابين في الحرب الاهلية … لوفرت على نفسي مراحل صعبة و كم هائل من الأسئلة… هل اواجه و اتحداه هذا الخوف …اهرب منه ؟ اقبله؟ اسيطر عليه؟و كل تلك القرارات لا تمر من دون كلفة باهظة على المشاعر؟
بدأت بالتفتيش عن خوف
فكرت طويلا ….اول ما خطر في بالي أفلام الرعب التي لم اتعود قط في حياتي على مشاهدتها
زومبي آكل ادمغة البشر
الاشباح، المهرجين القتلة، دراكولا،الذئب-الإنسان….
العلماء المختلين
المخلوقات الفضائية المروعة
و اللائحة تطول …
و بدأت أشاهد كل يوم فيلما منها أو اثنين كي استمتع بخوف آمن، يوقظ ما بداخلي من أجهزة الإستشعار دون كلفة ….يلزمني جدا أن اتدرب على الخوف…
أدمنت تلك الأفلام حتى أنني كنت أحس بانغعالات غريبة ، مزيج من نقائض، خوف،حماسة،جنون ،شغف، غضب ….
و الشيء الذي كان يسعدني كثيرا عندما انجح في مشاهدة فيلم رعب من العيار الثقيل حتى آخره …ما يلبث عقلي أن يرسل لي احساسا بالإنتصار كمكافأة استحقها…!!!
و بت على ثقة أنني فهمت خوفي و تصالحت معه …
ما لبث الخوف بداخلي أن همس : ويحك أيتها الساذجة الأمر ليس بهذه البساطة …ثم صعد و صرخ خلفي بسخرية مصحوبة بضحكة مجلجلة :
في أفلام الرعب تملكين زمام التشغيل و الإقفال…!!!