يريدها بشاماتها الأربع : دمشق، القدس، بيروت،بغداد /أدب/الكاتبة مهى هسي
يقبّل يدها ويتأمل خواتمها الثلاثة و”اسوارتها” التي تصدر رنيناً كلما نظر إليها الرجال. يقبّل يدها مجدداً ويقول أنه يريدها بشاماتها الاربع: دمشق، القدس، بيروت وبغداد. الشامات التي حدثت مصادفة مثل كل المدن التي تشتهي السلام فتحك جلودها سهوة، تلتهم النيران …. تلتهم كل شيء ولكن لا تجد فاكهة السلام.
يريد يدها بوضعية من تفتح باب السيارة، بالدهشة التي تفرضها يد مؤنثة وهي تمتد لتمسك بالمقبض. يريدها امراة تؤكد فكرة أن ما نحبّه قادرٌ على إبهارنا دومًا.. يريدها أن تخطو مثلها في أوّل الثلاثين، مثلها حين تضع يدها على وجهها في ظهيرة من أيّار! يريدها امرأةً مكتملة، مثقلةً بنضجها، مكتظةً بالحكايات، مسكونة بالحياة بين بشر ٍكثيرين وأحواش مسورةٍ بالحور والياسمين والصنوبر، يريد أية شامة على شكل مدينة… فيُحدث ندبة على شكل مدينة، وفيها تنام أمه التي تمدّ يدها دومًا لتأكل جوعه.. وفيها أحبها أيضًا..
وحلم بيدها تمتد لتفتح بابَ السيارة
إلى أين سنذهب؟
-إلى ندبةٍ خبأتها لك..
يريدها بخواتمها الثلاثة… بشاماتها… بالطريق الوعر لأصابعه وهي تمشي فوقها، بعيدًا عن رأسه الذي تأكله العناكب.. بعيدًا عن أحلامه وهي تحترق مثل حقول الحنطة..
بظلّ “إسوارتها” المقدّس، ظلّ إسوارتها التي لا تتوقف عن الرنين!