أدب وفن

قراءة مشهدية في نص “شفة” للشاعرة اللبنانية سناء شجاع

بقلم الشاعر عبد الوهاب بيراتي

قراءة مشهدية في نص “شفة” للشاعرة اللبنانية سناء شجاع.

“شفة”

(عشرين عاما مكثت أمام المرآة
عشرين..تخيط لجسدها الأهيف أجمل الأثواب
تارة تنتقي الاحمر
طورا تختار الحلكة لإغواء
تارة ترتدي عباءة كي يغط النظر من رآها آية
عشرين قضتها أمام مرآة الحكاية
تتغاوى على مدار فصول استدارات عابقة
ترسم الشفة بقلم أحمر حلو كالعقيق
وتلف منديل العطر على العنق الرشيق
تبسم وجها فتبسم ثغرها كمن رأها ولو من بعيد
عشرون عاما …والشفة التزمت صمتًا
حتى استفاقت كحقل خصيب)

قراءة في مشهدية النص الشعري:
حكاية انثى عاركت الحياة،.. حاولت ان تكون كما تريدها الحياة.. كما يرغب بها الواقع،.. اختارت انعكاس شخصيتها على المرآة.. المرآة الواقع و لم يكن الواقع راضيا عنها.. كما انها حاولت ان تكون مقبولة منه.. تلونت و تزركشت باثواب و اصباغ.. دون جدوى..في نهاية صراع استمر.. منحت شفاهها حمرة قانية.. بحثت عن رغبة ما، دون فائدة.. بعد زمن مرهق و رحلة شاقة اكتشفت ان شفاهها حقل للرغبات… للذة لسرب من فراشات الشهوة.. شفاه استيقظت بعد عشرين زوال ربيع خصب مدهش يمارس البوح، مفتوح الجهات و السؤال… مثل حقل.. ربما يذبل ايضا بعد عشرين عام ايضا، و ايضا…
نص جميل استطاعت الشاعرة و الكاتبة سنا شجاع ان تقود حكاية امراة من امام المرآة الى واقع شاسع كحقل خصيب..
استخدمت تقنية بسيطة طالما استعانت بها الانثى في مخدعها، من خلال ثنائية المراة و المرآة بنت نصها، و اسست لخطابها الشعري تكوينه الخاص كأنثى لم تصمت و لم تقف مكتوفة اليدين.. فمضت تصنع ذاتها و تخلق اسطورتها كرمز للحياة و لأستمرارية الوجود…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى