أدب وفن

كيف أنجو من مقام الأسرار في رواية أيام مولانا..؟!

كيف أنجو من مقام الأسرار في رواية أيام مولانا..؟!

السيّد يوسف عبّاس *

من كانت مطيته الليل والنهار كيف ينام ؟!!..

في يوم من أيام مولانا ركبتُ بحرَ العشق في مقام الأسرار وكان عاتياً كالجبال، وحينما التقمني البحر وابتلعتني الأمواج أخذتني الدهشة واحترت أين ألوذ !.. فأمعنت النظر إلى الأعماق وإلى ما دون الماء !!.. فرأيت بأم فؤادي ما حوت من لؤلؤ ومرجان، “أيام مولانا وقواعد العشق الأربعون”، في تلك اللحظة اخترق سمعي صوت مناداة فاقت هدرته صخب الأمواج مصحوباً بصدى زفرات خروج الروح صارخاً:

بني اركب معنا، فقلت: لا لن أركب لأكون هملا من الأعداد أو زوجا من الأزواج، فقال:

لا عاصم لك اليوم، فقلت:

تمهل يا،، تمهل، لن آوي إلى هامة جبل ليعصمني إنْ لم يكن متوجاً  كطور سيناء !! وإني خائِفٌ أن  ينهرني الصَّوتُ؛ تأدب !..

أو اخلع نعليك !!..

 لا لا، لن أركب معك ولن آوي إلى جبل أبداً !..

 لماذا لم أَركَبْ بَحراً آخَر مِنْ نَفْسِي يَحمِلُ كُلّ الأَبْعَاد وكل الأعماق فَتَحمِلُنِي مَعَهَا الأَعَاصِيرُ من الريح إِلَى عنَانِ السَّمَاءِ كقطرة ماء، ومن ثُمَّ تَرمِينِي مِن دَوَامَة هيْزَعِهَا عِندَ شَوَاطِئِهَا كحبّةِ رملٍ تحمل روح الصحراء، فَاِسْتَوطِنُ قَلبَ مَحارٍ لِأَكتَشِفَ أن السِّرَ عن الدُّرِّ هِيَ آلَامُ مَحَار سَبَّبتهَا حَبَّةُ رملٍ ..، !!، لكن كيف أنجو في سَفرٍ من سِفرٍ رواه محمد حسين بزي ؟!!..

شتَّان..

  • قاص وروائي لبناني، عضو اتحاد الكتّاب اللبنانيين والملتقى الثقافي اللبناني. صدر له عدة مؤلفات، منها: “أنشودة طائر الخيال”، “جدار الصمت الصارخ” (رواية)، “أعاصير وطوفان”، “نفحات في لوحات”، “بندول الساعة”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى