حسبُها قالتكِ (قراءة في نصّ “قريبًا جدًّا” للأديبة أمل صانع).

الأديبة أمل صانع
قالت :
قريبا” جدا”
سأحلُّ قيدي الاَثم
وأنفض عن روحي
غبار وهنك ..
وسأستعير جناحَيْ فراشة
وأنتعلْ خفّيَ يمامة
وسأحلّق بعيدا”..بعيدا” جدا”.
وقريبا” جدا”
سأحيكُ كوني البريء
بخيوط من عيون الشمس
وسأنسى…
وقريبا” جدا”
ستدركُ أني من جذور ٍ
كلما ازدادتْ يأسا”
ازدادتْ عنادا”… ..
قراءة أدبية بقلم الدكتور عماد يونس فغالي
أهذا تحرّرٌ من حبيب، أم تخلّصٌ من واقعٍ آثم؟ هو وعدُ ذاتٍ بما سبق، دعيني أقولُ وعدٌ بمطلٍّ على حبٍّ مطلق… “ستدركُ أنّي من جذورٍ… سأحيكُ كوني البريء… وسأحلّق بعيدًا…”
“قالت”، شخصيّةُ النصّ كأنْ في نمطٍ سرديّ، تشابكَ في حوارٍ من طرَفٍ واحد… شخصيّةٌ تحاكي آخَرَها في سياقٍ عشقيّ غالبٍ عليه تداعي الانكسار. “قالت” كلّ تشكّيها بانتظارات إقداماتٍ تمنّن النفسَ بها، فتؤتي حالَها ثوبَ حالٍ جديد… “سأحلّ قيدي الآثم… سأنفضُ غبارَ وهنكَ… سأنسى…”
و”قالتْ… سأحلّق بعيدًا…” تحدّد إطارَها “قريبًا جدًّا”، تطالُ “خيوطًا من عيون الشمس… تضيء جذورَها “كلّما ازدادت يأسًا ازدادت عنادًا”، بأحلى بلوغٍ فوقَ الرحب، كونيٍّ يخصّها، يشبهها، بريءٍ، يُطلقها في تخطّياتٍ، لانتصاراتٍ تنشدُها…
أمل صانع، المرأةُ فيكِ عاصيةٌ على انحباس، قابضة على مسيرها والمصير، حرّةٌ في أنوثتها… خسئ القيدُ ضالّا في لجمها…
المرأةُ أنتِ، في قدميكِ خفّا يمامةٍ أسرعُ من قبضٍ، وعلى صدركِ جناحا فراشةٍ، أبهرُ من ضوء…
قلتِ “وقالت”. حسبُها قالتكِ… استعارتكِ… قولاً وذاتًا… في جميلِ أنتِ… شعرًا وكونًا…