أدب وفن
لم أمشِ في جنازتِك../ بقلم الشاعر قصي شرارة

لم أمشِ في جنازتِك..
لم أرفع نعشَك بأعلى كتفيّ..
لم أرَ التّرابَ يُنثرُ على ابتسامتِك العذبةِ..
أنا أضعفُ من ذلكَ بكثير، يا إبراهيم..
عندي، لن يواريَك ثرى..
ولن تطويَ بهيَّ حضورك الأيّامُ..
سنبقى نحتسي قهوةَ الصّباح معًا، لكن معَ تعديلٍ طفيفٍ: ستنتقلُ من كرسيّكَ الممتلئِ بكَ دائمًا إلى رفوفِ المكتبةِ مرجعًا في الوطنيّةِ والكرامةِ والمقاومةِ والطيبةِ والإباءِ..
وستفتحُ سطورَ يديكَ، كما دائمًا، وسأظلّ أقريكَ السّلامَ..
وسأشربُ قهوتي، وأنا هانئٌ في خفارةِ وداعتِكَ..
وكلّما حلّقتْ طائرةُ استطلاعٍ فوقنا، أو اشتدَّ قصفٌ واقتربَ، أنا وأولادي سنستظلُّ ابتسامتَك، هازئينَ بإسرائيلَ!
إلى الخلودِ يا إبراهيم.
إلى الملأِ الأعلى.
إلى حبّي..
