أدب وفن

العربيّة لغتي وموطني / د.علي إبراهيم أيوب

العربيّة لغتي وموطني
د.علي إبراهيم أيوب

  • ما من عاقل على وجه الارض إلّا وشهد لهذه اللّغة بروعتها وثرائها وإعجازها، هي لا تحتاج إلى يوم عالميّ…فالقرآن الكريم حقّق لها العالميّة منذ خمسة عشر قرنًا… هي اللّغة التي يتحدّث بها اليوم أكثر من ملياري مسلم إمّا عبر إتقانها وإمّا عبر تلاوة كتاب الله… “العين” أول معجم في التّاريخ الإنسانيّ، وبين “العين” للخليل بن أحمد الفراهيديّ” و”تاج العروس” لمرتضى الزّبيديّ أكثر من ألف سنة.. وما يزال العمل مستمرًّا لإظهار بهاء العربيّة خدمةً لها. وهي اللّغة الّتي لا تُبارى ولا تُجارى، ذاتُ الكلام الّذي وإن استُقْصِي فلا يُحصى.
  • الاهتمام باللّغة العربيّة يعني من ضمن ما يعني الحَوْكمة الرّشيدة، بالقرارات الدّاعمة، والحلول العمليّة، والتّخطيط المُستدام، بأن نعيش جديد المصطلحات، ونواكب لغة الإعلانات، ونعمل على تبنّي المثقّفين لسيرورة جديد الكلمات؛ في الإعلام، ووزارة التّعليم، وفي التّرجمة، والرّواية والقصّة، والأدب بكلّ مضامينه، وكتابة “السّيناريو” على أنواعه، وفي كلّ منظومة إنتاج المعرفة.
  • جامعات أوروبا عانت من تكلُّس السّريانيّة، فانفتحت على اللّغات الأوروبيّة، أما العربيّة فلا تعرف هذا المأزق، فهي لغة نابضة بالحياة، ونهر دفّاق سلسبيل، ولها سند متّصل ذهبيّ بلُغة الأوّلين السّابقين، ولُغة القرآن الكريم الحافظ لها؛ وإذا كانت المدارس البريطانيّة اليوم تعلّم وِلْيَم شكسبير في المدارس بلغته، فالأجدر بنا ألّا نتنكّر لشعر أبي الطّيّب المتنبّي في مدارسنا.
  • الشّعرُ يحملُ وظيفةً جماليّة، تراكميّة، فيّاضة المعاني، مُحْكمة المباني، تُمثّل وجدان الشّعوب وتطلّعاتها. والشّاعر ثائر، يقطع الخطوط الحُمْر، ويتجرّأ حيث لا يفعل الآخَرون، لا يخنع ولا يخضع، فهو لسان حال الأمّة، وسفيرها، والمُنافر عنها، ووسيلتها الإعلاميّة، ورائدها الّذي لا يكذبها.
  • حين تشرّدنا الغربة أو يكون الوطن مَنْفًى فالعربيّة وطننا.. ومعلّمو العربيّة سفراء العربيّة وثقافتِها المناضلون عنها المروّجون لها في كلّ وادٍ ونادٍ، وفي كلّ خضراء وصحراء..
    وجماليّة الفنّ في العلاقة الجدليّة بين الشّكل والمضمون. والعربيّة رائدة في هذا المجال..

ضادًا سمّوني فانتبهوا
ما مِنْ حسناءَ تضاهيني
إنْ شئتَ العشقَ فلا حَرَجٌ
بل عشقُكَ مَهْر يكفيني
الدّنيا تُهدَى من نوري
من بيت الله إلى الصّينِ

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى