أدب وفن

متصل الآن/ قصة قصيرة/ بقلم القاصّة هند يوسف خضر

متصل الآن

في الهزيع ما قبل الأخير من ليل سهرها بدت لها كل الشاشة مصابة بالتشابه، لا شيء يساوي لحظة ترقب تعيشها وهي تتلوى على جمر كلمة تعيد التوازن لروحها المتعبة بعد نهار طويل…
حاولت ليلى البحث في الأسماء والعناوين المتشابكة لكنها لم تستطع،خارت قواها و شعرت بتعب غير مسبوق يترامى في جسدها الغض فهي لم تنم بشكل كافٍ منذ عدة أيام..
نهضت و وقفت خلف نافذتها المتعرقة، لم ترَ إلا ليلاً دامساً يمتد أمامها، أمسكت هاتفها المحمول، فتحت تطبيق الفيسبوك لتتصفحه قليلاً، وقعت عينها على عبارة للمبدع محمود درويش يقول فيها:
في قانون الحب، الصباح الذي لا تسمع فيه صباح الخير ممن تحب يبقى ليلاً حتى إشعار آخر…
اهتز داخلها ارتعدت فرائصها لأن صباحاتها الملونة اختفت فجأة !
نظرت إلى مرآتها لتجد وجهاً آخر، الهالات السوداء تحت عينيها بسبب السهر وإدمان القهوة والسجائر، الشحوب يغرز أنيابه في وجهها ، كل شيء تغير إلا انعكاس صورة قيس في عينيها، تلك الصورة التي باتت تحضنها قبل النوم، تقبلها تارة وتارة أخرى تعاتبه، أضحت تتوسل الفجر أن ينبلج ليرسل لها بعضاً من مشاكساته الصباحية ليعيد الحرارة لجبينها…
طبيعة عمل قيس الصعبة تفرض عليه أموراً غاية في التعقيد، هذا ما كان يثير غضب ليلى رغم أنها تبغض هذا الشعور الذي يتسبب بتلف أعصابها و رغم يقينها أنها الحقيقة الوحيدة في عمره ولكنها في كل مرة تفقد السيطرة على أعصابها -تناقضات لابأس بها تعيشها- ما الحل وقد غرقت في كل تفاصيله وأحبها بكل تفاصيلها؟
فكرت مطولاً بعد انقضاء مدة، وقفت حائرة كدمعة تقف وسط العين لا تستطيع التقدم ولا التراجع كلما فتحت تطبيق الوتس آب فتجده متصل الآن، تضع أصابعها على الأحرف وتتراجع، تنتظر بعض الوقت ريثما ينكسر جدار الصمت لتترتب أشياءها …
هند يوسف خضر …سوريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى