باقة نصوص شعرية / بقلم الشاعر تيسير حيدر

نَيزَك…
انفِصالٌ اضطراريٌ عن الكرة الأرضية المستعرةِ الظُّلم
أنا الآن نيزكٌ يدور في تِيهِِ جميل
قرأتُ عن الإلهام كثيرا
شربتُ مجازَ النجوم
تعلقتُ بالعواصف والثورات ولم تُجدِ..
نِمتُ في ظلال زيتونة مع الإخضرار المُهدِّئ
عانقتُ الأطفال كي أكون إنسانا
جذبتُ الأثلام لحافا أبديا
عشقتُ كلَّ الجَمال الذي يتطايرُ حولي كأوراق الأشجار حين تُحب
لم يُجدِ كلُّ هذا ..
رَحَلتُ..!
جُحْرُ السَّلام …
ليتني كنتُ جَنينَ صَخرة ،في جوفِها أحْتمي وحين تمرُّ العُصورُ الجُيولوجيةُ بقربِها مُعانقةً أطلبُ من الأمطارِ والثُّلوج والرِّياحِ أن تسرِّعَ في وِلادتي
عندها أنْتمي للَّصلابة، للفن،للدَّهشة،للوِدادِ مع الكائناتِ المُسالمة .أخْتارُ أصدقائي الجُدُد من نسماتِ الرِّياح والاعشابِ والشَّحارير وبناتِ آوى ،نَأوي الى جُحر السَّلام..!
القفيرُ المُشْتهى…
أنْ ألْتقي الآخَرَ
أفِيْض بمَا أخْفي
أزُفّ لَهُ الكَلماتِ
أنْبَع جَمالاً
تَخْرُجُ الفَراشَاتُ مُهَوِّمَةً الألوان ،تُلامِسُ القَلْبَ المُقابلَ ،لا تَخْذلُ تَوَقُّعَهُ ،تُداعِبُ خَيالَهُ ،تَدْنو مِنْهُ ،تَرْوِيهِ ،تُصافِحُ الشَّرايينَ النَّاقِلَةَ الوِدّ لِلْقلب
أنْ ألتَقي الآخَرَ
أبَعْثِر قُبُلاتي في مُحِيْطِهِ
أمُدّ رَهافَةَ ناقِلاتي الشِّعْرِيَّة وألتقِط شَذاهُ وأبادلهُ قَلْبي بَسماتِ رِضىً وحَنانا ،يَتَناوَلُهُ بمَهارةٍ وَيُرْسِلُ من عَواطِفِهِ شَمْعَ العَسَل مَغْموراً بشَذى عُيونِهِ المُنْهَمِر كَوُرَيْقاتِ اللَّوزِ المُختَلِفَةِ الألْوان
أغْتَني بها ،أوْعِزُ لِخَلايا ثَقافَتي أن انْتِشِري كَأسْراب الحَساسِين ،غَرِّدي في حَدِيْقَةِ أفْكارِه
تَتَلَوَّنُ الكُرَةُ الأرْضيَّةُ حَوْلَنا بالنُّبْلِ ،تَغْزُرُ أنْهارُها ،نَتَدَفَّقُ ،نروي ،نَنْسَجِمُ ،نَتََحِدُ ،
نَبْني الكَوْنَ ،القَفِيْرَ المُشْتَهى …!
ألسُّمُو..
للإنسانِ أجْهِزَةُ اسْتِشْعارٍ تَغْبطُهُ علَيْها كُلُّ المَنْظومَةِ الكَوْنِيّة
يُنِيْرُ الإنسانُ في بَعْضِ الأحْيانِ كالشَّمس
أو يَقْطرُ شَهْداً
يُغَرِّدُ
يَسْمو ،يُعانِقُ الغَيْمَ الأزْرَق
يَنْشَرحُ كالعُشْبِ بعْدَ الرَّيّ
يَتَفَوَّقُ على الاَشْجارِ بعِزَّتِها
يَشْتاقُ إلى كُلِّ المَبادِئ السَّامِية
فَتَخْضَرُّ على خَدَّيْهِ شَفَقاً غرِّيْداً….!!