لا للمساومة ../ أدب / الشاعر محمد زينو شومان
لا، للمساومة
أشعر بعدم وجودي
بذوباني كذرة ملح امتصها قدح ماء
بانخساف شعلتي التي كانت تتراقص
في رأس المنارة
بت رقماََ مهملاََ في المعادلات الرياضية
جار علي انتمائي إلى الحضيض الاجتماعي والمعرفي
هل ولدت من عدم، أم من خارج رحم الدولة؟
لا أعرف مسقط رأسي ولا مسقط قدمي
لم تحتفل بي عائلتي ولا طائفتي ولا منطقتي
لأنني لم أنبغ في علم التجارة،
ولا في علم الإفك
ساهمت أقراني فطاش سهمي
فكنت من الخاسرين
شمت بي وبضحالتي ميزان النقد
كم حاولت التدخل مباشرة لإنقاذ نفسي
كالنمل من جنود سليمان
من يجرني إلى حتفي غصباََ عني؟
لن أساوم.. أليس هذا خياري ومحنتي وبلائي؟
لن أقسم رجليّ واحدة في جهنم
والأخرى في الجنة
لم أكن يوماََ كائناََ فردوسياََ همه النعيم
لن أوقع عريضة المساومة
لن أدخل القبر برجليّ الاثنتين وإن ميتاََ
لقد تخلصت من عقدة المدين إلى الأبد
أعرف أن ذنوبي غير مغفورة
وأن هواجسي شهود علي في المحكمة
ليس لدي أدوات دفاعية ولا هجومية
لمقارعة الحياة
من وضع الأغلال في أيدي حججي وبراهيني؟
وحدي هنا
قد انفض من حولي رهطي الأقربون
تتألب علي الشكوك من كل فج عميق
وغير عميق
لن أثأر من ماضي لأنه لا يخيفني
لن أكسر المرآة لأنها صادقة صدق ملامحي ووجهي
لن أفر من المعركة إذا حمي الوطيس
لأن رجلي التي في الأرض لن تخونني
ولن تخدعني
سأكمل معركتي الفاصلة حتى نهايتها
أياََ تكن النتائج
أجدني مقحماََ فيها لا سبيل إلى النكوص
أو الفرار
ليس هناك انتصار كامل
ولا هزيمة كاملة
كلمة واحدة تثبت يقيني وتشد أزري
هي وحدها رأسمالي الباقي
أنني لا أساوم ولن أساوم
لبنان _ زفتا في 2024/4/6
محمد زينو شومان