أدب وفن

أمواج العمر / بقلم الشاعر سامح ادور سعد الله

أَمْوَاج العمر

تهب الرياح و الأمواج صامته

و النفس الغاضبة في شموسها الغاربة

ترسم في مخيلتي كائنًا اسطوريًا

فرد جنحيه من سعف نخيل الوادي الأصم

الذي تناثرت فوق طينه كلمات جامدة

نشبت عروقها بين تشقق ظمائها

فنسجت خيوط متسربله   

على زهرة أغصانها  متسللة

في غياهب الأفق الغامضة

حاكت من ضوء القمر الظالم

ثوبا هلاميا

زاد الظلام في عيوني… ضباب و غيام

حتى صرت مجهول المعالم

قد رفضني هذا وذاك

وحيدٌ في صورٍ

عجائبية سوريالية  مجهولة

و من يدرك لها قصدا

تراوغني مثل حية  رقطاء 

تزحف على غصن أخضر

أحاول أن أدنو منها فتغازلني

اقتنصها تلاطفني

ابعد عنها تلاحقني

غنيت لها فلم تطرب بالحاني

على المزمار صفرت كثيرًا

ولا رد و لا جواب

في غروب الشمس هيئتها

أكانت شبحًا أم حلمًا ؟

على سارية قلب كانت تهتدي

على أشرعة الخيال ترسو سفينتها

و عليها تأرجحت

فالقت ثمرة لي من تلك الجنة

و اختفت

على خافقي  اهتدت و أفرغت

حيات و عقارب و جمود قلوب البشر

تخطيت الحدود و تسللت

 بين ضلوعي تتعرج

أنا تلك الجثة الهامدة

بين أمواج البحر الصامتة

ومع كل هذا تهب الرياح العاتية

و لازالت امواجي صامتة   

جعلتني مثل الشبح

السكران في وادي الأوهام

و كل الأشياء تعاندني

و لماذا أنا ؟

أنا لست الفارس  ؛

الذي يمتطي الجواد الأشهب

ذو السيف الماضي الذي

يلهب ظهر الدهر القاسي

في عناده في  قسوته

على ضفاف البحر

قد انتهت أكذوبتها 

و أنشودتي

و حلقت الأسطورة  بعيدًا بعيد

لتعود بعد زمن بعيد

يخلدها العالم في ثوب جديد .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى