أُخبرُكم…/ بقلم الشاعر محمد إقبال حرب
أُخبرُكم
يا بكاءَ السماءِ
يا ذَبحَ الوتينِ
يا فناءَ الضميرِ
يا فُجَعَ الأنينِ
يا خبرًا ما عاد سرَّا
في زمنٍ أمطرَنا عُهرًا
قتلًا، وتجويعًا وكُفرًا
أشلاءُ أطفالٍ مُبعثَرةٌ
في حُضن أُمّهاتٍ مُفجّرة
قَتَلوا.. مَثّلوا واستهدفوا الأطفالَ
شوّهوا البراءةَ، قطّعوها أشلاءً
مات أطفالُ غزّة جياعًا
عَطاشى
يتامى
فُجروا تفجيرًا
حتى تشظّت أجسادُهم في الفضاء
سقطَت… توزّعت بين أرضٍ وسماء
صاحتِ الأرضُ يا ويلتاه
يا للفجيعةِ
يا للجريمة
حضارةُ بني صِهيون
حضارةُ موتٍ ودمار
لعنةُ التاريخ… شعبٌ مطرود ملعون
حاقدٌ حانقٌ … يكرهُ البشرَ
يكره كُلّ حيّ ويحتقِر
قتَل وذبَح واستعَر
قطَع سُبلَ الحياةِ عن البشَر
في عرضِ تصفيةٍ مُستمرّ
يا للخِزي … يا للعار
يا لحقارةِ شعبٍ سمّى نفسَه “المُختار”
اتخّذَه الشيطانُ حبيبًا…
اختارَه الغربُ ربيبًا
غرّد له العِربان
صفّقوا… سجدوا… وشرِبوا نخبَ الإبادةِ ألوانًا
كأنما اتفقوا على العُهر سرًا
خوفَ أن يجرُف عُروشَهم الطوفانُ
فمن تعوّدَ الخيانةَ… ليس له أمانٌ
أُخبرُكم
أن أهل غزّة من طينةِ خُلود
بين الرُّكام يتنفّسون
بين حُطام مسجِد وكنيسةٍ
هياكلُ قدّيس وقدّيسة
ركامُ مشفى… مدرسة … بيوتٌ مهروسة
أُخبركم… أبشّرُكم بالنصرِ راياتٍ
فالأشلاء تُنبتُ رجالًا وأطفالًا
فمَن غير الغزاويّين يحيا بعد ممات؟
محمد إقبال حرب