وهل من اكتمالٍ للمعنى؟/ د. أماني فارس أبومرَّة

وهل من اكتمالٍ للمعنى؟
كيف وكلُّ اكتمالٍ ناقصٌ بالضرورة؟
كيف وملامحنا هشّة ومخذولة؟
كيف ونحن أبناء الشّهوات، أبناء اللّغة المهجورة؟
كيف ونحن نكرّر ما قاله أيُّ شخص قبلنا، ولا نقول شيئًا حقيقيًا يا تشومسكي؟
كيف ونحن لا نقرأ الكلمات يا هاملت؟
كيف وشمسنا تغرق بدمها المتجمّد، كشمسك يا بودلير؟
كيف ونحن لم نعد نحتمل الأرض مثلك يا أُنسي؟ ولم نعد نحتمل الجالسين؟ فالجالسون دفنوا.
كيف ونحن الآن في الهاوية؟
الرقصة الكئيبة التي اعتدت أن أرقصها كلّما مسحت يد السّماء الحزينة على رأسي قائلة: لا عليك لن تكون المرة الأخيرة، قد غادرتني لترقص على إيقاع مساء آخر.
ألا فلترتسم على جباه الوقت ذكرياتنا
الملعونة الشاردة،
وعندما تخبو مأساتنا، دعوني أفتح قبضتي المذعورة المسحورة، و أعود إلى سكون الفكرة، أمسح وجهي بدمعة طفل ذابلة، وألملم زجاج العيون المكسورة،
وهل هناك أنقى من دمعة طفل وأصدق من عين مكسورة؟